بعد أن أرهقتهم الضربات الجوية التي يشنها عليهم طيران التحالف، وأنهكت قواهم انتصارات المقاومة الشعبية، لم يجد المتمردون الحوثيون سوى اللجوء للإشاعات، واختلاق انتصارات وهمية وبطولات زائفة، علها ترفع الروح المعنوية المنهارة لفلولهم، وتدفعهم للاستمرار في عدوانهم الوحشي على المدنيين، بعد أن بادر كثيرون منهم إلى تسليم أنفسهم للثوار. ويبث إعلام الحلف الانقلابي الممثل في جماعة الحوثي المتمردة والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، سيلا من الإشاعات بشكل يومي، ليقابل اليمنيون تلك الإشاعات بسخرية لاذعة وانتقاد غير محدود، ينبئ عن وعي مجتمعي كبير تصطدم أمامه أي محاولات للتضليل أو التزييف. ورصدت "الوطن" عددا من الأكاذيب التي تروج لها وسائل إعلام الحوثي والمخلوع، والمرتبطة بما يحدث على حدود المملكة مع اليمن، ونشر معلومات مضللة تتضمن تحقيق ميليشيات الانقلابيين مكاسب ضد الجيش السعودي، وعددا من ردود فعل اليمنيين على إشاعات كهذه. ويعد آخرون ممارسة الحوثيين وصالح لأسلوب الدعاية، ورقة أخيرة يسعون من خلالها إلى التنفيس عن هزائمهم، ومحاولة لملمة شتات ميليشياتهم والموالين لهم الذين يشعرون بالانكسار. مشيرين إلى أن المتمردين الحوثيين أدركوا بجلاء أنه ليس باستطاعتهم التصدي للجيش السعودي، باعتباره أحد أقوى الجيوش في المنطقة، ولديه من الأسلحة المتقدمة ما لا يدركه الحوثيون الذين لا يزيدون عن كونهم عصابة إجرامية، كانت تعول على الدعم الإيراني لها، إلا أن صرامة التحالف في التعامل مع طهران، وتطليقه الحازم للحظر البري والبحري والجوي الذي أقره مجلس الأمن في قراره الأخير رقم 2216، وعدم تساهلها في تنفيذه، للدرجة التي اضطر فيها التحالف إلى قصف مطار صنعاء لمنع هبوط الطائرة الإيرانية التي تحدت الحظر، إضافة إلى ما أظهره التحالف من حزم وصرامة مع السفينة الإيرانية التي زعمت طهران أنها سترسو على ميناء الحديدة، دون الخضوع للتفتيش في جيبوتي كما ينص على ذلك قرار مجلس الأمن، وكذلك إصرار واشنطن على ضرورة التقيد بالإجراءات التي حددها المجتمع الدولي فيما يتعلق بتسليم المساعدات الإنسانية. وأشار ناشطون يمنيون إلى أن الإشاعات التي تروج لها ميليشيات الحوثي تتسم بالسذاجة، وتزعم حدوث أشياء لا يمكن للعقل السليم أن يقبل بها، ومنها زعمهم امتلاك القدرة على إسقاط طائرات إف 16 التي يدرك الكثيرون أنها تطير على ارتفاعات عالية، لا يمكن للمضادات الأرضية أن تصل إليها، وأنها من أعلى التقنيات الموجودة في العالم على مستوى التسليح الجوي. أما إشاعة الصواريخ الباليستية التي زعمت الجماعة أنها بصدد توجيهها إلى أراضي المملكة، فالكل يعلم أن غارات التحالف الذي تقوده المملكة قضت على كل تلك الصواريخ في الأيام الأولى للحملة أواخر مارس الماضي، إضافة إلى أن مثل هذا النوع من الصواريخ لا يمكن استخدامه إلا في ظروف معينة يفتقد إليها المتمردون، أولها وجود منصات الإطلاق التي يستلزم إنشاؤها وقتا طويلا، إضافة إلى وجود كفاءات مدربة على استخدام تلك الصواريخ، وهو ما لم يتوافر للحوثيين.