حمل عدد من الباحثين والمؤرخين المتشددين في فهم النصوص مسؤولية تطرف بعض الشباب وانصرافهم عن الإنجاز في ميدان الحياة وخدمة البشرية إلى الموت والتفجير والتدمير مؤكدين أن التجديد المؤصل شرعا يخدم البشرية وينسجم مع معطيات العصر. ويرى المستشار العلمي والفقهي والنفسي الدكتور صالح اللحيدان أن التجديد المنطلق من عقل متفتح برأي لم يسبق إليه مطلب في هذا العصر، مشيرا إلى أن الذين مالوا إلى التطرف مغسولة أدمغتهم بنصوص ملوية الأعناق. ويؤكد أن التجديد من العلماء المؤهلين والمنصفين توجه جيد لخدمة الأمة الإسلامية شرط تجاوز الشكلية في الطرح وعدم التعجل في إعلان التوصيات النظرية وغير الممكنة التحقق مع ضرورة التأصيل لكل مسألة قابلة للتجديد، داعيا إلى إخضاع التراث للنقد العلمي شرط تقعيد المسائل المفضية للتجديد والارتكان إلى المخزون العلمي والثقافي، مؤملا ألا يكون التجديد من خلال الخطاب الإنشائي والمباشرة المفضية إلى التكرار. وذكر الأكاديمي والإعلامي القطري الدكتور أحمد عبدالملك أن تجديد الخطاب الديني يجب أن ينطلق من قناعات راسخة بأن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، وعليه فإن تغير الزمان والمكان لا يؤثر على الأسس السليمة التي قام عليها الإسلام، أما ما داخل النص من حواشٍ وتفسيرات لحالات معينة فهذا لا يدخل ضمن الأسس، مشيرا إلى أن تجديد الخطاب الديني يجب أن يعتمد السماح لا المنع، وقبول الآخر لا رفضه، وإيجاد قنوات اتصال مع من نختلف معهم، ولا يجوز ربط الحياة أو اقتصارها على زمن معين، قد تكون الأدوات فيه شحيحة والتقدم العلمي مازال في أوله ولا يكتفى هنا بتجديد النص دون أن نجدد الفعل أو الممارسة سواء كانت ممارسة شخصية أم حكومية، وأعني بها توجه الوزارات المختصة وهيئات الإعلام.