×
محافظة المنطقة الشرقية

التحقيق في "تعذيب" معتقل تونسي حتى "الموت"

صورة الخبر

لم يكن «التليفون» قبل 60عامًا تقريبًا موجودًا إلا في الديوان الملكي وبعض رجال الدولة لتيسير أمور البلاد، وحسب العم - سالم باقيس وهو من الأوائل الذين قاموا بتركيب الهاتف في منزله أثناء عمله بشركة بل كندا فإن بعض الناس كان عندما يسمع أن هناك جهازًا يستطيع الشخص من خلاله التحدث مع شخص آخر دون أن يشاهده لا يصدق، ويعتبر صاحب تلك الرواية كاذبًا أو مجنونًا، حتى عندما يصدقها بعض المتعلمين كان يعتبرها من علامات الساعة. ويشير العم - سالم باقيس إلى أنه مع مرور الوقت بدأت الناس تصدق فكرة الهاتف وكان لا يستطيع أي شخص إجراء مكالمة إلا بعد الرجوع لموظف يقال له» مأمور السنترال» وكان الهاتف عبارة عن «هندل برم» حتى يقف ثم يرد عليك مأمور السنترال وتطلب منه الشخص الذي تريد أن تتحدث معه. ويشير إلى أن عملية الاتصال وقتئذٍ كانت تمثل معاناة شديدة فالحرارة تنقطع دومًا ولم نكن نتوقع أنه في يوم من الأيام سوف تكون الهواتف على الطرقات وفي الشوارع وهي هواتف العملة التي كانت توضع عليها النقود المعدنية لأجراء المكالمات ثم تطور الحال وغزت التقنية الحديثة الأسواق والبيوت وأصبحت في متناول الصغير قبل الكبير والفقير والغني ومنها موديلات ومسميات، حيث كان المتحدثون يسمعون أصوات بعضهم، أما اليوم أصبح التحدث صوت وصورة في البيت في المكتب في السيارة على الطرقات. ومرت الاتصالات بتطورات عديدة وكان لها الحظ الأوفر من الحكومة العثمانية حيث أنشأت جهاز اتصالات لاسلكي كبير خارج المدينة المنورة من الناحية الشمالية بأول طريق العيون على يمين الذاهب ويسمى الترسيس وهو عبارة عن فناء كبير جدًا محاطًا بسور من الحجارة والطوب وفي زواياه أبراج مراقبة وحراسة وبداخله بعض المباني الحجرية التي تحتوي في الدور الأرضي مواتير كهربائية ضخمة وفي العلوي الأجهزة اللاسلكية ومكاتب الموظفين وفي الفناء توجد هوائيات (أرايل) ضخمة جدًا مرتفعة ارتفاعًا كبيرًا وهي تشبه سلالم أسلاك الكهرباء مقامة على قاعدة من البلور الشفاف وعددها ثلاثة أرايل مختلفة الأطوال وتصل بينهم أسلاك الإرسال والاستقبال موصلة من الأرايل إلى الأجهزة الموجودة بالمبنى ويتم بموجبها أخذ الإرساليات اللاسلكية وإرسال ما يلزم عن طريقها. ويوجد بسور المبنى وعلى المدخل الرئيسي له مخفر جنود مسلحين لأن موقع هذه الإدارة خارج المدينة وأسوارها في ذلك الوقت وعندما اتسعت المدينة المنورة وامتد العمران خارج الأسوار وخاصة في العهد السعودي تطورت الأجهزة اللاسلكية واستغني عن الأرايل الضخمة والعالية واستبدلت بأخرى تقوم مقامها ونقل إلى مبنى ملاصق للقلعة التي بباب الشامي من داخل السور من الناحية الجنوبية بجوار السجن العام والذي كان يسمى الحبس الكبير لأن التوقيف المؤقت كان في الخالدية مركز إدارة الشرطة الذي كان بطرف مباني القلعة ثم مع زيادة التطور وازدياد عدد الموظفين تم بناء مبنى خاص بجوار الشرطة. و أنشئ بعد ذلك مبنى ضخم جدًا محل المجمع الحكومي القديم بأول شارع العنبرية والمطل على بداية شارع قباء وتم نقل أغلب أجهزة المواصلات إليه ويتبع منطقة المواصلات بالمدينة عدة مراكز على طريق جدة ينبع مثل مركز المسيجيد وبدر وعلى طريق المدينة الرياض الحناكية والصويدرة وعلى طريق المدينة تبوك الصلصلة وخيبر وغيرها من المراكز التابعة لمنطقة المدينة المنورة ثم تم فصل مسمى كلمة المواصلات وأصبح يطلق على الاتصالات وزارة البرق والبريد والهاتف إلى ما قبل 15 سنة تغير هذه المسمى إلى شركة الاتصالات.