شعر الكثير منا في شتي أرجاء الوطن العربي بحزن شديد لفراق الملك فهد رحمة الله عليه الا أن ذكراه الطيبه ومواقفه الذكية ستبقي يتذكرها الكبير والصغير وبخاصة هؤلاء الذين كانو علي مقربة من الملك . "أجمل أيام العمر" تلك كانت أولي كلمات النقيب المتقاعد عجاب حنيبل العتيبي السائق الخاص للملك رحمة الله عليه والذي كان له لقاء صحفي مع صحيفة سبق روي فيها أهم الحظات التي عاشها بصحبته. واحد من ستة وقال النقيب المتقاعد عجاب حنيبل العتيبي لـ"سبق": "كنت عاشقاً للبر، حتى جاءت فكرة انضمامي لقوات الأمن الخاص، وتم قبولي بتاريخ ١/ ١/ ١٣٩١هـ برتبة جندي أول، وبعد ترشيح قيادة قوات الأمن الخاص تم تكليف ستة أشخاص بالعمل في قصر الملك فهد -رحمه الله- والذي تعيش فيه حرمه، حيث كنت واحداً منهم، وكان المغفور له الملك فهد وزيراً للداخلية آنذاك". لا أعلم القيادة وتابع: "استمررت في العمل هناك، وكنت حينها لا أعلم قيادة السيارات، ولديّ الرغبة بالقيادة، فقمت بشراء سيارة، وتعلمت القيادة، وأديت الاختبار واجتزته، وتم تكليفي في عام ١٣٩٨هـ من قبل الفريق أول محمد حمدان البقمي، ضمن فريق الحماية المرافق للأمير فهد بن عبدالعزيز وزير الداخلية، وخلال تلك الفترة التحقت بدورات تدريبية مكثفة على يد خبراء من الولايات المتحدة الأمريكية". سائق خاص وأشار النقيب المتقاعد "عجاب" إلى أنه "في عام ١٤٠٥هـ قام الفريق أول محمد حمدان البقمي باختياري لأكون السائق الخاص للملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- حتى وفاته، وانضممت بذلك إلى جوار النقيب مذكر مسفر القثامي، وجعفر القحطاني، وشعرت بسعادة عظيمة آنذاك، خاصة وأن ذلك شرف لي للالتقاء معه -رحمه الله- بشكل متكرر". أول قيادة ووصف النقيب "عجاب" لحظات قيادته الأولى برفقة الملك فهد -رحمه الله- بأنها الأصعب في حياته. وتابع: "جاء أمر بجلب السيارة استعداداً لخروج الملك فهد -رحمه الله- متوجهاً إلى الديوان الملكي الذي يبعد عن القصر قرابة كيلو ونصف، وكان حينها استقباله للأمراء والعلماء وجمع من المواطنين". وأردف: "كنت في حالة من التوتر والقلق التي انجلت عقب صعوده -رحمه الله- للسيارة وسلامه عليّ بتواضع وهدوء مطلق". وأبان "عجاب" أنه بعد فترة وجيزة أصدر -رحمه الله- أمراً باعتمادي ضمن السائقين الخاصين له. سجادة الصلاة وكشف "عجاب" أنه من الضروريات التي كان لا بد أن تكون داخل السيارة في كل توجهاته، والتي كان يؤكد دائماً عدم نسيانها هي سجادة الصلاة والبوصلة والقرآن الكريم، والتي بقيت ملازمة لسيارته حتى وفاته رحمه الله. روضة تنهات وتابع "عجاب" أن الملك فهد -رحمه الله- كان دائماً يقضي رحلاته في روضة تنهات ومزرعة خزام التي غالباً ما تكون يومي الخميس والجمعة، وفي جدة يقضي رحلاته داخل البحر، كما يقوم برحلات عديدة للبر والقنص بالصقور. مواقف صعبة ويستذكر السائق الخاص للملك فهد -رحمه الله- أحد أصعب المواقف التي تعرض لها خلال مرافقته -رحمه الله- قائلاً: "عند قدومنا من مزرعة خزام ووصولنا لقصر اليمامة كانت هناك سيارة كهربائية، حيث وجّهني الملك فهد -رحمه الله- بأن أجعل اتجاهها نحو إحدى الفلل، وفعلت ما أمر به، إلا أنني فقدت السيطرة عليها، وتسببت في ارتطام أحد الأبواب وسقوطه". وأضاف: "عند وصول خبر ما حدث إلى الملك فهد -رحمه الله- قال لي خلال اتصال هاتفي: "انتبه يا ابني مرة أخرى". وتابع: "من المواقف الصعبة التي حدثت أثناء قيادتي السيارة أن انفجر أحد الإطارات، وكان حينها بجواري الملك فهد -رحمه الله- ويرافقه الملك سلمان، حيث كانا متوجهين من مزرعة خزام إلى المستشفى التخصصي لزيارة والدة الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- وتم على الفور إيقاف المركبة وتبديلها بأخرى، وأكملنا بعدها خط السير". الاحترام متبادل ويصف سائق الملك فهد -رحمه الله- الاحترام الكبير بين أفراد الأسرة الحاكمة، واحترام الصغير للأكبر مهما كانت المناصب، في صورة ليس لها مثيل، وهذا ما اعتادوا عليه منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله. وبيّن أنه -رحمه الله- كان حريصاً على الالتقاء بأفراد الأسرة الحاكمة في فترات متفاوتة، وكنا في بعض الأحيان نتوجه إلى بعض الزيارات دون موكب رسمي أو إفساح للطرق، ومنها زيارته للشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- وشقيقاته. آخر مرة واختتم "العتيبي" حديثه لـ"سبق" مبيناً آخر مرة قاد فيها سيارة الملك فهد وهو جالس بجواره كانت قبل وفاته بقرابة شهرين أثناء عودتهم من روضة تنهات إلى قصر اليمامة، ويرافقهم الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز والملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- والذي كان ملازماً للملك فهد -رحمه الله- كما كان يرافقهم صديقه ذياب الجوهر. وقال: "إن الذكريات مع الملك فهد -رحمه الله- لا يمكن بأي حال أن تنسى، فهي تحمل أجمل الذكريات"، داعياً الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يُسكنه فسيح جناته.