مع كل «يوتيوب» جديد يحوي ضرب «عامل» وإهانة لإنسانيته، يثور غالبية المجتمع غضبا، ونذكر أنفسنا قليلا عما يخبرنا به ديننا، قبل أن يهدأ غضبنا وننسى ما حدث ليأتي «يوتيوب» جديد ليذكرنا بغضبنا، ولكن هل أزمتنا تقف أمام «العنصرية ضد الأجانب» التي يعاني منها كل مجتمعات العالم، ويحاول البعض حلها والبعض تجاهلها؟ قبل الإجابة لنرصد تنوعات «العنصرية» التي تصيب المجتمعات أو ذاك الاعتقاد لدى الإنسان بأنه يملك فروقات وعناصر موروثة بسبب انتماءاته فيصبح عنصريا. ثمة عنصرية أو تحيز ضد الجنس أو «جنس المرأة»، وهذه أقدم عنصرية ما زالت مستمرة إلى الآن في بعض المجتمعات، إذ تسلب حقوقهن بدعوى أنهن مواطن درجة ثانية. يأتي بعدها العنصرية العرقية التي طالت الإنسان الأفريقي منذ قرون، ومن كانوا يؤسرون بالحروب، ويحولون لعبيد وجوار يباعون، وأن هؤلاء لا يستحقون أن يتساووا بمن يرى نفسه من عرق وطينة مختلفة عنهم بصفته ابن الوطن الأصيل. أضف إليها العنصرية الدينية والمذاهبية، إذ يرى إنسان أو جماعة أنهم وحدهم على «الصراط المستقيم» فيما البقية في ضلال مبين، يستحقون القتل والإبادة، وهذه العنصرية تجلت بدولة «بورما» حين حاول البوذيون إبادة مسلمي «بورما»، تجلت أيضا بالعراق في عملية إبادة متبادلة بين سنة العراق وشيعته، فالإحصائيات تؤكد أن التفجيرات خلال سنة واحدة تجاوزت 500 تفجير وتفخيخ للسيارات والبشر. ثمة عنصرية أصيلة في المجتمعات وهي «العنصرية العمرية» أو التفرقة على أساس العمر، تسمح للكبير ألا يعتذر للصغير إن أخطأ بحقه، وأن يقدم بالحقوق وحتى بالطوابير بسبب العمر فقط. هذا الرصد يطرح سؤالا مفاده: أين يقف المجتمع على سلم العنصرية، وهل تجاوز كل هذه التنوعات ولم يبق سوى «العنصرية ضد الأجانب» أو «فوبيا الأجانب»، ليكمل مساره في محاربة العنصرية، إذ لا يمكن لك أن تقفز لآخر السلم فتطالب أفراد المجتمع بمحاربة «فوبيا الأجانب»، فيما قد تكون هناك عنصرية جنسية وعرقية ومذهبية وعمرية؟ بقي أن أقول: هذا السؤال أكبر من أن يجيب عليه مقال، ويحتاج لأكاديميات تحفر وتنقب في المجتمع لتبحث عن إجابة واضحة ودقيقة، لهذا سأتركه للمؤسسات المعنية، تجيب عليه، فتعرف من أين تبدأ في محاربة العنصرية، إن أرادت أن تبدأ؟. S_alturigee@yahoo.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة