بعد أربعة أعوام بقيت خلالها كأس الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم في مانشستر، نجح تشلسي في إعادتها أخيرا إلى العاصمة البريطانية (لندن) إذ توج باللقب عن جدارة للمرة الأولى منذ العام 2010 بعد أن حافظ على موقعه في الصدارة منذ البداية وحتى النهاية. وظل تشلسي منفردا أو متقاسما للصدارة طوال 274 يوما حتى حسم اللقب لصالحه قبل ثلاث مراحل من نهاية المسابقة، وقد واجه الفريق انتقادات في بعض الفترات بداعي أنه يقدم كرة قدم مملة لكن المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينهو كان ينظر للأمور بشكل مختلف. وقال مورينهو لدى تسلم تشلسي درع الدوري عقب المباراة الأخيرة التي فاز فيها على سندرلاند 3-1 الأحد: «أعتقد أننا حققنا كل شيء. هل يمكن لأحد أن يقول إننا لم نقدم كرة قدم رائعة؟ لا». وأضاف «نعم، يمكنهم ذلك، ولكن هذا ليس حقيقيا... لدينا فن في اللعبة ولكن لدينا أيضا روح رائعة وتنظيم وبراجماتية. إننا فريق متكامل ولهذا أصبحنا الأبطال». وانفرد تشلسي بصدارة الدوري بعد أربع مراحل من البداية ولم يتراجع حتى النهاية. وقد تعرض لكبوة عندما خسر أمام توتنهام 3-5 في مطلع العام ليتساوى في عدد النقاط مع مانشستر سيتي حامل اللقب. ولكنه رد بعدها كبطل عندما حافظ على سجله خاليا من الهزائم طوال 15 مباراة متتالية حتى ضمن التتويج بالفوز على كريستال بالاس في الثالث من مايو/ أيار الجاري. وقال قائد تشلسي جون تيري: «لم نحرز اللقب منذ خمسة أعوام. لقد كانت فترة طويلة وكنا نشعر بالألم كلما نشاهد تتويج الفرق الأخرى». ودفع مانشستر سيتي ثمن افتقاده للتماسك المطلوب وأهدر فرصة الحفاظ على اللقب على رغم أنه يضم بين صفوفه سيرجيو أغويرو هداف الدوري. فبعد أن كافح ليتقاسم مع تشلسي الصدارة في يناير/ كانون الثاني الماضي، تراجع الفريق إلى المركز الرابع قبل أن ينتفض ويحقق ستة انتصارات متتالية لينهي الموسم في المركز الثاني بفارق ثماني نقاط خلف تشلسي. وقال المدير الفني لمانشستر سيتي مانويل بليغريني: «لست سعيدا بالطريقة التي عملنا بها طوال العام، أهدرنا الكثير من النقاط أمام فرق في مراكز الهبوط. خسرنا نقاطا سهلة، ولكنني أؤكد لكم أننا سنتطور كفريق في الموسم المقبل». واستفاد آرسنال من تحقيق تسعة انتصارات متتالية لينهي الموسم في المركز الثالث، آخر المراكز المؤهلة مباشرة إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، بينما جاء مانشستر يونايتد في المركز الرابع ليخوض تصفيات دوري الأبطال. وكان هاري كين مفاجأة الموسم إذ سجل 21 هدفا في الدوري ليساعد توتنهام في إحراز المركز الخامس. أما ليفربول، فقد اكتفى بالمركز السادس في آخر مواسمه تحت قيادة ستيفن جيرارد على رغم أنه أحرز المركز الثاني في الموسم السابق. وتأهل توتنهام وليفربول مباشرة إلى الدوري الأوروبي، وسينضم إليهم إما أستون فيلا، في حالة فوزه على آرسنال في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي يوم السبت المقبل، أو ساوثهامبتون صاحب المركز السابع في حالة هزيمة أستون فيلا. وحقق كريستال بالاس مفاجأة بإحراز المركز العاشر بعد أن كان يصارع ضمن المراكز الثلاثة الأخيرة عندما تولى تدريبه ألان باردو في يناير. وقال باردو: «على مدار آخر 18 مباراة، كانت نتائجنا رائعة ولم يتفوق عليها أي من فرق القمة. إنه أمر رائع حقا أن ننهي الموسم في المركز العاشر، لم أكن أحلم بذلك أبدا عندما توليت المسئولية». كذلك حقق ليستر سيتي صحوة في المراحل الأخيرة بالموسم ليتفادى الهبوط، فقد قضى الفريق 140 يوما متتاليا في المركز العشرين الأخير بجدول المسابقة قبل أن يحقق ستة انتصارات خلال آخر ثماني مباريات قادته للصعود إلى المركز الرابع عشر. وقال المدير الفني للفريق نيغل بيرسون: «إننا لا نخدع أنفسنا فيما يتعلق بطريقنا نحو التقدم، لأنه بالرغم من أنها كانت نهاية رائعة، فقد كانت ضرورية. لا نريد أن نكون في هذا الموقف مجددا في الموسم المقبل». أما هال سيتي وبيرنلي وكوينز بارك رينجرز فلم يستطع أي منهم اتباع خطى ليستر ليكون مصيرهم الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى. ولم يحسم مصير هال سيتي سوى في المرحلة الأخيرة الأحد، إثر تعادله سلبيا مع مانشستر يونايتد وفوز نيوكاسل على ويستهام 2-صفر.