شدد مختصون على أهمية دور الأسرة في احتضان صغار السن للنأي بهم عن استدراج الجماعات الإرهابية، على أن تكون مركزة ومبنية على المعاملة الحميمة وفتح مجال للحوار الواسع بين أفراد الأسرة، حيث إن إهمال الأبناء يؤدي للانحراف. وأوضحت الدكتورة فوزية الشماخ دكتوراه في علم النفس الاجتماعي واستشارية بجامعة دار الحكمة ومديرة مركز استشاري للتطوير الذاتي، أنه يتم استدراج الأطفال وصغار السن من قبل الخلايا للتطرف الفكري والعقدي، وهذا في الحقيقة يعتبر عنفا ضد الطفولة من الناحية النفسية والاجتماعية، ونحن كمجتمع من واجبنا حماية الطفولة بكل مؤسساتها الأسرية والاجتماعية والدينية والأمنية والسياسية والإعلامية، ومنحها المناعة الكافية لحمايتهم من السقوط في براثن الفكر التكفيري، وأهم وسائل التنشئة الاجتماعية التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في هذا الموضوع هي الأسرة والمدرسة والإعلام والدين، كما لا بد من تدريب الأطفال منذ نعومة أظافرهم على التفكير المنطقي والحوار وعدم التقبل للأفكار الجاهزة دون تحليل، وعلى الإعلام إلقاء الضوء على الأساليب التربوية وأهمية الحوار والحميمية بين أفراد الأسرة، وهذا يشكل لدى الطفل مناعة كافية لعدم البحث عن احتواء واهتمام خارجي غير سليم. وأبان المحامي والمستشار القانوني ريان عبدالرحمن مفتي، أن الاستدراج يعتبر تحريضا والمحرض يعتبر شريكا أصليا في أي جريمة وفقدان الوعي بالنسبة لصغار السن وعدم وجود رعاية صحيحة من قبل الأسرة أو رقابة وقدوة لهم تجعل منهم أداء سهلة وهشة لانحرافهم نحو هذا الطريق المظلم، مشيرا إلى ضرورة تقوية تفعيل الأجهزة الرقابية على الأدوات المستخدمة في الوصول لمثل هؤلاء الأطفال وصغار السن التي يمكن من خلالها إقناعهم بارتكاب مثل هذه الجرائم، التي بالكاد كانت تمثل لهم نهاية محفزة مخالفة للشرع والواقع، فلو تم توضيح حقيقة هذا التحريض بالنسبة لهم لما تم ارتكاب الجرائم التي تكون أقرب للجنون من المنطق.