احتشد ألوف المشيعين منذ الثانية ظهرا بمختلف طرقات سوق الخميس المركزي بالقطيف للمشاركة في تشييع شهداء التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد علي بن أبي طالب ببلدة القديح، فيما شارك وفود من البحرين والكويت تعبيرا عن الاستنكار والتنديد بالعمل الإرهابي الذي أودى بحياة مجموعة من المصلين. وانطلقت عملية التحضير لمراسيم التشييع الكبير منذ الأحد من خلال تحديد مسار موكب الشهداء، بهدف تنظيم عملية مسيرة الحشود الكبيرة المشاركة في مواراة أجساد الشهداء في مقبرة الحليلة، واختير سوق الخميس كنقطة مركزية للتجمع باعتباره منطقة وسطى وقريبة من القديح، بالإضافة لوجود المساحة الجغرافية المناسبة لاستيعاب الأعداد الكبيرة المشاركة في صلاة الجنازة على الشهداء، حيث تمت عملية تهيئة الموقع بتوفير الاحتياجات وتجهيز المكان بالسجاد، ونظرا لكثرة المشيعين أوقفت اللجان المنظمة الدخول للسوق، تفاديا للتزاحم مع انطلاقة المراسيم فور الانتهاء من صلاة الجنازة، كما عمدت لقطع عدة طرق تؤدي للسوق بسبب الازدحام، فيما خصصت حافلات خاصة لإيصال كبار السن لموقع التشييع المركزي، فضلا عن وجود لجان على طول الطريق لتسيير حركة السير مساعدة الآخرين للوصول بأسرع وقت. وكانت جثتا الطفلين حيدر المقيلي وعلي الغزوي أولى الجثث الواصلة، فيما تقدم جموع المصلين إمام مسجد علي بن أبي طالب الشيخ عباس العنكي، كما شارك عدد من مصابي الحادث في تشييع الشهداء، في حين أرسل مصابون من الأسرة البيضاء رسائل تعبر عن الحسرة واللوعة من عدم المشاركة في زف الشهداء إلى مثواهم. وحرص مئات من المشاركين على السير مشيا على الأقدام من مسافات طويلة، فقد انطلقت مواكب عديدة من العوامية والجارودية والخويلدية وغيرها باتجاه سوق الخميس، حيث بدأت تلك المواكب في المسير منذ الساعة الثانية والنصف والبعض الآخر من الساعة الثانية. ومثل مئات من الأحساء موكب شهداء الدالوة من خلال الحضور للمشاركة في مصاب أهل القديح، حيث حرص هؤلاء على الوقوف مع أهالي القديح في المصاب الجلل الذي شكل صدمة كبرى، نظرا لموقع الحدث ونوعية ارتكاب الجريمة النكراء. واعتبر وفد الأحساء أن الحرص على المشاركة في التشييع لا يمثل سوى تعبير متواضع عن الرفض التام لجميع أشكال الإرهاب، مضيفا أن المصاب أصاب الجميع ولا يقتصر على منطقة دون أخرى. فيما وصف وفد الدمام العمل الإرهابي الإجرامي بالشنيع، فالإرهابي لم يراع حرمة بيوت الله وحرمة يوم فضيل الجمعة، مؤكدا أن الجميع يقف يدا واحدة في وجه جميع دعوات شق اللحمة الوطنية، لافتا، إلى أن إرادة الحياة ستنتصر على إرادة الموت والقتل التي يسعى البعض إلى تكريسها في المجتمع السعودي. مشاهدات * قدر المشاركون في تشييع حادثة القديح بأكثر من 300 ألف مشارك * ساهم الطاقم الطبي في تقديم الرعاية الطبية للمصابين بحالات الإعياء الشديد. * برز حضور الأطفال بشكل كبير خلال التشييع. * المتطوعون حضروا بقوة في جميع الأوقات. * سارت مسيرة التشييع وفق الجدول الزمني ولم تشهد حوادث تذكر. * الجهات الأمنية حرصت على تأمين حياة الألوف التي شاركت في التشييع. * وجد المنظمون للتشييع استجابة كبيرة من الجميع في عملية تسيير الجنائز. * استغرقت عملية وصول الشهداء إلى مقبرة الحليلة أكثر من ساعتين، نظرا للمشاركة الواسعة.