أكد المحللان السياسيان الدكتور علي الخشيبان والكاتب والمحلل السياسي الدكتور زهير الحارثي، أن اللحمة الوطنية أثبتت على مدار السنين أنها أقوى من أي أحداث تقوم بها منظمات إرهابية، وحادثة القديح كانت على موعد مع الروح الوطنية. وأوضح الكاتب والمحلل السياسي الدكتور علي الخشيبان، أن المملكة تعرضت للكثير من العمليات الإرهابية خلال العقد الماضي وتعاملت معها جميعا بحس أمني مميز استطاعت من خلالها المساهمة في إنتاج منهجية مميزة لمحاربة الإرهاب، وجعلت منها مثالا يحتذى في محاربة الإرهاب وحماية المواطنين وترسيخ اللحمة الوطنية، مشيرا إلى أن الجريمة حاولت تمرير أهداف دنيئة، ولكن لن تنجح في زرع فتنة طائفية قذرة تقف خلفها دول ومنظمات وأهداف مشبوهة، مبينا أن المجتمع وقيادته أثبتوا أن اللحمة الوطنية أقوى من أن يخترقها أو يخدشها عمل جبان لترسل رسالة للأعداء والطامعين أن الوطن بمواطنيه أقوى من أن تخترقه أعمال الجبناء. بدوره أوضح الكاتب والمحلل السياسي الدكتور زهير الحارثي، أنه وليس غريبا تلك المشاعر وردود الفعل العفوية التي انهالت من جميع أرجاء الوطن، حيث لم يفلح الإرهابيون الذين ارتكبوا خطأ جسيما فقد اختاروا المكان الخطأ والزمن الخطأ والطريقة الخطأ. وأضاف: بلدة القديح تعرضت لسيناريو مريع بذرته فكر متطرف، فكانت طعنة غادرة وعمل إرهابي جبان يتنافى مع كل القيم الإنسانية، ويتعارض مع كل الشرائع السماوية والقوانين، وأصبح واضحا أن ثمة استهدافا لبلادنا ومحاولة جرها لصراع طائفي وبالتالي ضرب وحدتها الوطنية وهز استقرارها وشق تناغم نسيجها المجتمعي بإثارة الفتنة فيه، ولذا فالتراب الوطني مهدد من عدة جهات سواء كانت دولا إقليمية أو جماعات راديكالية فضلا عن شريحة في الداخل متعاطفة أو مؤيدة لتوجهاتهما. ولذلك كانت رسالة لافتة إدانة سماحة المفتي ومثقفينا ومفكرينا شيعة كانوا أم سنة، والتحريض الطائفي بات ورقة تلعبها وبامتياز الحركات المتطرفة وتشجعها إحدى القوى الإقليمية التي تستفيد من استغلال الوتر الطائفي من ضرب هكذا أجواء لضرب وحدة نسيجنا المجتمعي، والمسؤولية مشتركة على الجميع وتحتم على كل واحد منا أن يساهم بدوره من أجل الحفاظ على بيتنا الكبير لاسيما بعد الملحمة الوطنية التي لمسناها ما بعد الحادثة البشعة.