دفعة كبيرة حظيت بها العلاقات الاقتصادية بين الجمهورية الروسية ودولة الإمارات في الآونة الأخيرة، تمخضت عن خطط إماراتية لاستثمار نحو 5 مليارات دولار (أكثر من 18 مليار درهم) في البنية التحتية الروسية، إضافة إلى استثمارات مشتركة بين كل من صندوق الاستثمار الروسي، وشركة مبادلة في ميادين الطاقة النووية والزراعة في عدد من الدول النامية، وبإجمالي يصل إلى مليار دولار (3.65 مليار درهم)، فضلاً عن استثمار مشترك آخر لبناء مطار في كوبا، تستثمر فيه روسيا 200 مليون دولار (730 مليون درهم) ويستثمر فيه الجانب الإماراتي مبلغاً غير محدد. كشف الدكتور إيغور ايغوروف رئيس مجلس الأعمال الروسي في الإمارات في حواره مع الخليج أن توطيد العلاقات بين البلدين ساهم في زيادة الاستثمارات، حيث بلغت قيمة الاستثمارات الإماراتية في روسيا 18 مليار دولار (66 مليار درهم)، كما وصل عدد الشركات الإماراتية العاملة في روسيا إلى 20 شركة، بينما تحتضن الإمارات ما يقارب 3000 شركة روسية، وهو ما انعكس على أعداد الجالية الروسية في الإمارات لتصل إلى 80 ألف مقيم روسي. وفي هذا الحوار يكشف رئيس مجلس الأعمال الروسي في الإمارات عن التطورات التي طرأت على العلاقات الاقتصادية بين الجمهورية الروسية ودولة الإمارات، وطبيعة النشاط الاستثماري الروسي في الدولة، وفي المنطقة، والفرص المتاحة لتنمية هذه العلاقات. } كيف تطورت العلاقات الاقتصادية بين روسيا والإمارات مؤخراً ؟ - تتمتع العلاقات الروسية- الإماراتية بجذور راسخة وبنية متينة قادرة على مواجهة التحديات، وتعبر تجارب التعاون الاقتصادي والثقافي الناجحة عن ازدهار العلاقات الاقتصادية بين الدولتين. ومازال هناك إمكانيات كبيرة وآفاق واسعة للتعاون في مجالات عديدة منها الصناعات الغذائية والخدمات اللوجستية وغيرها. ويسعى مجلس الأعمال الروسي في الإمارات لتحسين هذا الواقع المزدهر من خلال اتخاذ المزيد من الخطوات على طريق تعزيز التفاهم الاقتصادي بين البلدين، حيث يعمل المجلس مؤخراً على تنظيم منتدى أعمال البريكس ومنتدى الأعمال الروسي الخليجي في الربع الأخير من هذا العام. } وكيف استفادت الشركات الروسية من المميزات والتسهيلات التي توفرها دبي؟ - شهدت الأعوام السابقة توقيع عدة اتفاقيات لتشجيع التجارة والحماية المتبادلة للاستثمارات بين البلدين الصديقين ويعمل المجلس على تطوير التعاون والتنسيق مع جمارك دبي التي تقدم أفضل الخدمات والتسهيلات الجمركية للشركات الروسية. وتتيح دبي للاستثمارات الروسية قدرة الوصول إلى الأسواق العالمية عبر وسائل الاتصال والنقل والبنية التحتية المتطورة لديها. هذا بالإضافة إلى تعدد خيارات الاستثمار الذي يتيح للشركات الأجنبية مرونة كبيرة في اختيار أفضل سبل الاستثمار التي تتناسب مع طبيعة عملها والأسواق التي تتوجه إليها، ما يجعل دبي إحدى أهم وجهات رأس المال العالمي بشكل عام والروسي بشكل خاص. } ما تقديركم لحجم استثمارات الشركات الروسية في الإمارات ؟ وهل من استثمارات جديدة؟ - تحظى الإمارات بقدر كبير من اهتمام رجال الأعمال الروس لما توفر لهم من بنى اقتصادية وتشريعية مرنة ومنفتحة على العالمية، وبيئة مستقرة مناسبة للاستثمار، حيث بلغ حجم الاستثمار الروسي في العقارات بمختلف أنواعها 600 مليون دولار (أكثر من ملياري درهم). كما تدور الأحاديث في الآونة الأخيرة حول إمكانية دخول روسيا باستثمار مشترك مع الإمارات في مشروع لبناء مطار في كوبا تشارك فيه روسيا بمبلغ 200 مليون دولار. هذا بالإضافة إلى المشاريع المشتركة بين صندوق الاستثمار الروسي وشركة مبادلة للتنمية في المجالات الزراعية والطاقة الذرية في بعض الدول النامية، التي ستبلغ قيمة الاستثمارات فيها نحو المليار دولار (3.65 مليار درهم). } ماذا عن استثمارات الإمارات في روسيا؟ وهل من استثمارات جديدة؟ - لدينا العديد من الأمثلة البارزة على الاستثمارات الإماراتية في روسيا منها مشاركة الإمارات العربية المتحدة بمبلغ 5 مليارات دولار (أكثر من 18 مليار درهم) في استثمار البنية التحتية الروسية خلال السنوات الست المقبلة. بالإضافة إلى خدمات شركات الطيران الجديدة التي أطلقتها فلاي دبي إلى العديد من المدن الروسية بما فيها موسكو، التي سوف تسهم بالتأكيد في ازدهار العلاقات بين البلدين وتعزيز التجارة والسياحة. ويبلغ المبلغ الإجمالي للاستثمارات الإماراتية في روسيا حوالي 18 مليار دولار، ويوجد ما يزيد على 20 شركة إماراتية تنشط في العاصمة الروسية موسكو. كما أننا في طريقنا لإخراج المزيد من فرص التعاون إلى الضوء حيث تعمل روسيا حالياً على تطوير بيئتها الاقتصادية لتلبي رغبات وأولويات المستثمرين الإماراتيين من خلال الحوار مع المستثمرين وتقديم المقترحات وتطوير الأدوات المالية بالإضافة إلى التعاون مع المؤسسات الاستثمارية في روسيا والإمارات لتنفيذ استراتيجيات الاستثمار المشترك في القطاع الزراعي، وقطاع العقارات والكيماويات والبتروكيماويات وغيرها. } هل لامستم نمواً في عدد الشركات الروسية مؤخراً؟ ولماذا؟ - تشير تقارير العام الماضي إلى أن عدد الشركات الروسية المسجلة بلغ 3000 شركة، فضلاً عن 350 مشروعاً مشتركاً بين رجال أعمال إماراتيين وآخرين روس. كما تسعى المزيد من الشركات الروسية لإنشاء مكاتب تمثيلية لها في الإمارات، ما يجعلنا نتوقع ارتفاعاً لهذه الأرقام في العام المقبل. } كيف كانت أنشطة التبادل التجاري بين البلدين خلال 2014 وحتى الربع الأول 2015، وما توقعاتكم للعام الجاري؟ - تضاعف حجم التبادل التجاري بين الإمارات وروسيا بمعدل ثلاث مرات خلال السنوات العشر الماضية. وبلغ التبادل التجاري بين البلدين في العام الماضي حوالي ثلاثة مليارات دولار بمعدل نمو 90 في المئة، أما بالنسبة للتجارة غير النفطية فقد ارتفعت بنسبة 7.5% وسجلت مبلغ 897 مليون دولار. في ظل الزيادات المستمرة في مؤشرات التبادل التجاري نتوقع أن يكون العام الحالي مثمراً في هذا المجال خصوصاً بما أن الأوضاع الحالية للسوق العالمي تشجع التصدير إلى روسيا ، بالإضافة إلى أن روسيا سترسل بعثة تجارية إلى الإمارات العربية المتحدة بنهاية العام 2015 ما يزيد من التفاهم الاقتصادي بين الدولتين. } ما أبرز منتجات الصادرات والواردات بين البلدين؟ - تمتلك الإمارات العربية المتحدة سوقاً واسعة ما يجعلها إحدى وجهات التصدير البارزة لروسيا. حيث تصدر روسيا إلى الإمارات معدات الدفاع والماس والذهب والفولاذ بالإضافة إلى اليورانيوم في حين تستورد بعض المنتجات الغذائية والآلات والمعدات الكهربائية. } كم يبلغ عدد السياح من روسيا إلى الإمارات؟ - يتلقى السياح الروس في الإمارات ترحيباً خاصاً ومتميزاً وتتوفر لهم أفضل الخدمات في فنادقها ومطاعمها. ما يجعل منها وجهة سياحية مفضلة لدى الروس من كافة الشرائح الاجتماعية ويتجاوز عدد السياح الوافدين إلى الدولة مليون سائح روسي سنوياً، بمعدل يصل إلى 124 رحلة طيران أسبوعياً. } كم يبلغ عدد الجالية الروسية في الإمارات؟ - تقدر أعداد الروس المقيمين في الإمارات بما يزيد على 80 ألفا يتركز معظمهم في دبي، ونتوقع لهذا الرقم أن يستمر بالنمو في السنوات القادمة مع ازدياد الاهتمام بالجالية الروسية، وسيلعب مجلس الأعمال الروسي في الإمارات دوراً أكبر في هذا الموضوع بعد أن تم انتخابه ليكون عضو مجلس إدارة الاتحاد العالمي للجاليات الروسية حول العالم وذلك في اجتماع الجاليات الروسية حول العالم الذي أقيم في دولة الجزائر الأسبوع الماضي.