×
محافظة الرياض

نقل مرافق خدمية وعسكرية من الرياض إلى محافظاتها.. دعماً ل «الهجرة العكسية»

صورة الخبر

قد لا يتخيل أحد أن قتلى جيش بشار أضعاف قتلى المعارضة السورية المسلحة رغم الفارق الهائل في التسليح والإمكانيات، ولكن هذا ما كشف عنه آخر تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي ذكر أن عدد القتلى منذ اندلاع الثورة السورية تجاوز 120 ألف قتيل، بينهم 30 ألف فرد من القوات النظامية، وحوالي 18 ألفا من الشبيحة والمخبرين الموالين للنظام، بينما القتلى في صفوف المعارضة المسلحة لا يتجاوزون 18 ألفا، بينما تجاوزت أعداد القتلى من المدنيين 60 ألفا، وهذا كله بالطبع دون احتساب أعداد المفقودين والمعتقلين والمصابين والمشردين. مثل هذه الإحصائية تكشف أمرا بسيطا، وهو أن جيش بشار رغم كل الدعم الذي يحظى به من قبل روسيا وإيران وحزب الله ولواء أبو الفضل العباس عاجز عن مواجهة المعارضة على الأرض؛ لذلك يفضل هذا الجيش المهزوم الذي لم تظهر قوته إلا على شعبه البطش بالمدنيين الأبرياء وقصف المدن والقرى التي يخرج منها المتمردون على نظامه الفاشي؛ ليساوم العالم المتخاذل على بقائه مقابل تخفيف أنهار الدم التي تسيل في مختلف أرجاء البلاد. لماذا لا تكون المعارضة المسلحة وراء قتل هذه الأعداد الهائلة من المدنيين؟، هذا سؤال لا بد من طرحه، فالمعارضة التي تقاتل في أحيان كثيرة داخل المدن أو على أطرافها لا بد أن تكون قد تسببت في قتل أعداد من المدنيين، وكذلك أيضا الجماعات الإرهابية التي تسللت إلى سوريا بعد الثورة وتبرر لها عقيدتها المريضة قتل المدنيين في تفجيرات مجنونة تحت عنوان الجهاد، ولكن مهما كان الأمر، فإن الأعداد الهائلة من القتلى المدنيين لا يمكن أن تتحقق لولا وجود آلات القتل الفتاكة مثل الطائرات والدبابات والمدافع التي يملكها نظام بشار، في الوقت الذي حرمت فيه المعارضة السورية من الأسلحة المضادة، فأصبح مدنيو سوريا مكشوفين أمام نظام مجرم لا يتردد في الانتقام من المعارضة عن طريق قتل النساء والأطفال وهدم البيوت على رؤوس أصحابها. نعود إلى الطرفين المتقابلين في الميدان لنقول إن سقوط أكثر من 30 ألف قتيل في صفوف الجيش النظامي و18 ألفا من الموالين له هو هزيمة لا مثيل لها، خصوصا حين تأتي من قبل مجموعات معارضة محرومة من السلاح النوعي، وهذا يثبت أنه لولا الدعم المستميت من قبل إيران لنظام بشار، ولولا التواطؤ الدولي ضد ثورة الشعب السوري الشقيق لما بقي هذا النظام المجرم حتى هذه اللحظة، وأن كل الدعوات السياسية التي تروج لفكرة التفاوض مع بشار تأتي من أجل إنقاذه، وليس من أجل إنقاذ الشعب السوري ــ كما تزعم. سوريا اليوم أرض محتلة لصالح بشار من قبل إيران وحزب الله ولواء أبو الفضل العباس، وهي أيضا أرض محتلة من قبل مجموعات الجهاديين الأجانب الذين يعلنون أنهم جاؤوا لنصرة الشعب السوري، بينما هم يحققون اليوم الهدف الذي سعى إليه بشار منذ انطلاق الثورة السورية، حيث وفروا له المبرر للادعاء بأنه يحارب الإرهاب، كما عززوا الانقسام الطائفي الخطير الذي لن تخرج منه بسهولة، وأثاروا الشكوك حول عدالة مطالب المعارضة السورية، فيدفع المدنيون ثمنا غاليا بسبب هذا الاحتلال متعدد الأطراف، ويحصل الديكتاتور على فرص إضافية للبقاء بفضل هذا الاحتلال متعدد الأطراف. باختصار، لو كانت المعركة اليوم بين السوريين لخسر بشار الحرب رغم كل الإمكانات التي يملكها جيشه، ولكنها حرب الأجانب التي يدفع ثمنها مدنيو سوريا!. klfhrbe@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة