شيع أكثر من 40 ألف سعودي في محافظة القطيف أمس 21 شهيدا ممن لقوا مصرعهم في حادثة تفجير مسجد الإمام علي بن أبي طالب، ووقع التفجير أثناء صلاة الجمعة الماضية في بلدة القديح. وقام الأهالي والمعزون بتنظيم مسيرة على مسافة ثلاثة كيلو مترات لتشييع جثامين الشهداء، التي انطلقت من سوق الخميس في القطيف وحى مقبرة الحليلة الواقعة بجوار مسجد الإمام علي بن أبي طالب في بلدة القديح، حيث دفن فيها الشهداء دفنا جماعيا، وشهدت المسيرة وجود رجال الأمن وبعض الشباب من المتطوعين من الجمعيات التابعة للمحافظة الذين كانوا يقدمون للمشيعين الماء والمشروبات الباردة خصوصا أن المسيرة بدأت الساعة الرابعة عصرا تحت درجة حرارة تجاوزت الــ 44 درجة مئوية. تمت مراسم الدفن وسط حشد شعبي كبير من جميع طوائف الوطن . تصوير: عيسى الدبيسي - «الاقتصادية» وشهدت مقبرة الحليلة تزاحما كبيرا للمشاركين في عملية الدفن من أبناء المنطقة الشرقية المختلفة من سنة وشيعة ليرسموا لوحة للعالم تعبر عن الوفاء واللحمة السعودية بين أبناء بلد الحرمين الشريفين. وقام المشيعون بالصلاة على الشهداء بعد أن انتهت عملية الدفن، التي استمرت لأكثر من ساعتين، بعدها توجه المشيعون إلى موقع العزاء الذي يقع جوار مسجد الإمام علي بن أبي طالب، حيث تم نصب الخيام لاستقبال المعزين من داخل المنطقة الشرقية وخارجها. جانب من تشييع الشهداء إلى مقبرة الحليلة أمس . وبدأت الحافلات تتوافد على مقر العزاء قادمة من الدمام والخبر والظهران والجبيل والأحساء وحافلات أخرى من مملكة البحرين والكويت للمشاركة وتقديم واجب العزاء، الذي يستمر حتى مساء الخميس المقبل وذلك نظرا لتوافد المعزين على موقع العزاء من بعض مناطق المملكة ودول الخليج. وشهدت خيام العزاء وجود بعض الشخصيات الكبيرة في المنطقة الشرقية وبعض مديري الجهات الحكومية والقطاع الخاص تسابقوا لتقديم واجب العزاء، حيث كان في استقبالهم أهالي الضحايا والمصابين. أحد المشيعين لجثامين الشهداء يبكي تأثرا برحيلهم . من جهتها أكدت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية أمس مغادرة 10 من المصابين في حادث التفجير وذلك بعد تماثلهم للشفاء ليرتفع عدد المصابين الذين غادروا المستشفيات بعد تلقي العلاج حتى أمس 53 مصابا، فيما ما زال 33 مصابا يتلقون العلاج في المستشفيات ويحظون بالرعاية الطبية المناسبة لحالتهم، من بينهم 6 حالات تتلقى العلاج في أقسام العناية المركزة في المستشفيات، فيما لم تسجل أي حالات وفاة إضافية. وبينت المديرية أن لجنة الدعم النفسي والاجتماعي التي تم تشكيلها قد باشرت عملها أمس الأول في مركز صحي القديح، وتتكون من استشاريين وإخصائيين نفسيين وصيادلة، إضافة إلى صرف الأدوية اللازمة عند الحاجة ويستمر عملها 3 أسابيع حسب تقييم الموقف وما تقتضيه الحاجة، وبدأ الأطباء في تقديم الدعم النفسي للمصابين وأسر المتوفين وللأشخاص الذين كانوا يوجدون في المسجد خلال الانفجار. وأوضحت المديرية أن جميع الحالات مستقرة في ظل توافر الإمكانات، حيث تسير الأمور بشكلها الطبيعي في المستشفيات التي تقدم الخدمة للمصابين، متمنية الشفاء العاجل للمصابين، والرحمة للمتوفين، الذين قضوا في الاعتداء الآثم.