في الوقت الذي انتقد فيه وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، انسحاب الجيش العراقي من الرمادي غرب العراق، التي سقطت بيد تنظيم "داعش" المتطرف، أشار الوزير إلى أن هذه القوات لم تبد رغبة في قتال مسلحي التنظيم. وأكد كارتر في مقابلة تلفزيونية، بثت اليوم (الأحد)، أن سيطرة مسلحي "داعش" على المدينة "يظهر الافتقار للإرادة في القتال لدى العراقيين" على حد قوله، على الرغم من أن "عدد القوات العراقية التي كانت في الرمادي يفوق بكثير عدد مسلحي داعش، لكنها فشلت وانسحبت من المدينة". ورغم ان الوزير الأميركي شدد على أن بلاده تستطيع توفير التدريب والغطاء الجوي والأسلحة لبغداد، بيّن انه "يتوجب على القوات العراقية إظهار رغبتها في القتال". وقال "إذا جاء وقت احتجنا فيه لتغيير شكل الدعم الذي نقدمه للقوات العراقية فسنوصي بذلك". وتتزامن هذه التصريحات مع إعلان مصادر أمنية في واشنطن، أن القوات الخاصة التي قامت بتنفيذ عملية ضد القيادي في تنظيم "داعش" المعروف بـ"أبوسياف"، صادرت عددا من أجهزة الكمبيوتر التي تقوم المخابرات بتحليلها حاليا، ويُعتقد أنها تحتوي على كنز من المعلومات. وقالت المصادر إن أجهزة الكمبيوتر التي بحوزة القوات الأميركية "مليئة بالمعلومات حول طريقة عمل تنظيم "داعش" ووسائل اتصالاته والطرق التي يعتمدها من أجل جني المال". مؤكدة أن عملية التحقق من المعلومات الموجودة على تلك الأجهزة سيستغرق عدة أيام. وستحصل القوات الأميركية منها على الكثير من أسرار التنظيم، إلى جانب ما ستوفره اعترافات "أم سياف"، زوجة القيادي الراحل، التي تخضع حاليا للاستجواب لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي). وقال مصدر أمني لشبكة الأخبار الأميركية (سي ان ان) إنه بصرف النظر عن طبيعة المعلومات الموجودة على الأجهزة، إلا أن تنظيم "داعش"، وكما كان تنظيم القاعدة من قبل، على مستوى رفيع من التعقيد ولديه القدرة على التكيّف مع التطورات، بما في ذلك مقتل قادته، وهو بالتالي قادر على تعديل أساليب عمله بما ينسجم مع التطورات.