القاهرة (وكالات) بدأ قرابة 100 من ممثلي القبائل الليبية أمس مؤتمرا مدته أربعة ايام برعاية مصرية يستهدف توحيد الليبيين ووضع حل للأزمة السياسية في بلادهم التي يضربها العنف. وتدعم القبائل المشاركة في الاجتماع الحكومة الليبية المعترف بها دوليا والتي تتخذ من مدينة طبرق في شرق ليبيا مقرا لها. ولم يتمكن ممثلو القبائل الليبية في مدينتي طرابلس ومصراتة في غرب ليبيا من حضور المؤتمر المنعقد في احد فنادق القاهرة المطلة على النيل «لأنهم تحت ضغط فجر ليبيا»، حسبما أفاد محمد قاسم احد ممثلي قبيلة المنفة في شرق ليبيا. وافتتح وزير الخارجية المصري سامح شكري فعاليات المؤتمر معربا عن آماله ان يؤدي المؤتمر «للخروج من الدائرة المفرغة للعنف والصراع والإرهاب حاليا» في ليبيا. كما تمنى ان يساعد المؤتمر في جعل ليبيا «دولة حديثة خالية من الإرهاب الذي يهدد امن واستقرار ليبيا ومحيطها الإقليمي والدولي». ومع دخول شكري الى القاعة هتف كثير من الحضور «تحيا مصر» لكن البعض الآخر علا بصوته هاتفا «تحيا ليبيا. تحيا ليبيا». وفي كلمته قال شكري إن بلاده لن تتوانى عن دعم أشقائها الليبيين حتى يصلوا إلى بر الأمان وتحقيق المصالحة فيما بينهم، مطالبا شيوخ القبائل الليبية بالخروج من الدائرة المفرغة للعنف والصراع والإرهاب حالياً، واتخاذ خطوات بناءة تساهم في إعادة السلام والاستقرار من أجل بناء دولة ليبية حديثة. وأضاف أن «مصر دائما تفتح أبوابها أمام أشقائها العرب غير مدخرةً لجهد من أجل توحيد صفهم ورفعة كلمتهم وشأنهم». وقال «انه في ظل الظروف الحالية التي تمر بها أمتنا العربية والتي تشهد تحديات غير مسبوقة، تتضاعف المسؤولية على مصر التي تسعى إلى حشد كافة الجهود المخلصة والصادقة من أجل النجاح في تخطي المخاطر التي تحيط بنا والتغلب عليها وإعادة الاستقرار والأمن لبلداننا وتحقيق التقدم والازدهار الذي تستحقه شعوب هذه المنطقة العظيمة». وتابع شكري أن «مصر حريصة أشد الحرص على مصلحة ليبيا الشقيقة وأمن واستقرار شعبها الكريم، فعلاقة مصر وليبيا ليست علاقة جوار جغرافي فحسب، بل إنها علاقة تاريخية وأزلية تمتد بين الشعبين الشقيقين اللذين يجمع بينهما روابط الدم والمصاهرة». وشدد وزير الخارجية المصري على انه «لا مناص من استعادة السلم المجتمعي واللحمة والترابط بين مكونات الشعب الليبي، مما دفعنا إلى استضافة هذا الملتقى الهام لشيوخ وأعيان القبائل الليبية، الذين يعدون العمود الفقري للمجتمع والرابط الحقيقي بين مختلف مكوناته والداعم الرئيسي للحفاظ على استقرار ليبيا وسلامة ووحدة أراضيها». ونوه شكري باستضافة مصر اجتماعاً تحضيرياً للقبائل الليبية في أكتوبر الماضي قائلا «لمسنا منه الدور المحوري لهذا النسيج الاجتماعي الأساسي لوحدة الصف الليبي». يأتي ملتقى شيوخ القبائل الليبية بالتوازي مع حوار للأطراف الليبية ترعاه الأمم المتحدة والذي عقدت جولته الرابعة بمدينة الصخيرات المغربية في الشهر الماضي. وفي جانب آخر، طلب رئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني من الجامعة العربية اعادة فتح مكتبها «المغلق حاليا» في طرابلس لتعزيز الوجود العربي في ليبيا واستمرار التنسيق والتشاور بين الحكومة الليبية الشرعية المعترف بها دوليا وبين الأمانة العامة. جاء ذلك في رسالة تسلمها الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي خلال استقباله السفير نوري بيت المال مبعوث رئيس الوزراء الليبي. وقال الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي إنه استقبل السفير نوري بيت المال مبعوث رئيس الوزراء الليبي الذي قدم هذا الطلب موضحا أنه تم بحث تطورات الأوضاع في ليبيا والتأكيد على دور الجامعة العربية في دعم وتعزيز المؤسسات الليبية. وأضاف العربي في تصريح له أنه أكد أهمية استمرار التشاور بين الجامعة العربية والحكومة الليبية وتوثيق الاتصالات معها من أجل دعم الجهد المبذولة للحوار بين الأطراف المعنية في ليبيا والذي ترعاه الأمم المتحدة للتوصل إلى حل للازمة..مشيدا في الوقت ذاته بالجهود التي تبذلها الدول العربية المعنية واستضافتها للمكونات الليبية، سواء كانت قبلية أو حزبية أو سياسية للخروج من الأزمة الراهنة.