كشفت السلطات الأمنية السعودية أمس أن تنظيم «داعش» يجند أطفالاً سعوديين لتنفيذ عملياته الإرهابية، خصوصاً من لديهم أقارب موقوفون، أو إخوة التحقوا بالتنظيم في سورية والعراق. واتهمته بتحريضهم على قتل آبائهم وإخوانهم إن كانوا يعملون في القطاعات العسكرية. وقال مسؤول أمني كبير أمس في الرياض إن عنصرين لـ «داعش» نفذا جريمة قتل رجل أمن شرق الرياض قبل أسبوعين، اختلفا في ما إذا كان تصوير ضحيتهما بعد قتله حراماً أم حلالاً. وأعلنت وزارة الصحة السعودية أمس أن عدد شهداء حادثة تفجير مسجد الإمام علي بن أبي طالب في بلدة القديح (شرق السعودية) أثناء صلاة الجمعة استقر على 21 شهيداً، فيما بلغ عدد المصابين الذي غادروا المستشفيات 43 جريحاً، وأوضحت أن العدد الإجمالي للمصابين والشهداء يبلغ 106 أشخاص. ولم تستبعد وزارة الداخلية السعودية وجود رابط بين تفجير القديح ومحاولة تهريب كمية من المتفجرات من البحرين عبر جسر الملك فهد، لكون المتفجرات في الحالتين من نوع «آر دي إكس» الشديدة الانفجار، إلا أنها دعت إلى التريث في الجزم بذلك. وكشف المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي «إجراء تحقيقات للربط بين قضية تفجير مسجد الإمام علي بن أبي طالب ببلدة القديح، وقضية تهريب المتفجرات التي تمت من طريق جسر الملك فهد، التي أُحبطت خلال محاولة العبور من البحرين إلى السعودية». وقال التركي لـ «الحياة»: «إن احتمال الربط بين الحادثتين قائم، ولكننا ننتظر نتائج التحقيقات الجارية لتأكيد ذلك بالأدلة»، مستدركاً أن: «احتمال الربط قائم بين القضيتين، وليس بين الأشخاص المشاركين فيهما». وأعلنت وزارة الداخلية ضمن نتائج التحقيقات في تفجير القديح مساء أول من أمس، أن «المعمل الجنائي أثبت من خلال فحص عيّنات من بقايا جثة الإرهابي وموقع الحادثة أن المادة المستخدمة في التفجير هي من نوع آر دي إكس». وكانت أعلنت قبل نحو عشرة أيام إحباط محاولة تهريب مادة «آر دي إكس» الشديدة الانفجار، وصواعق مخصصة لتفجيرها، وتوقيف مهربيها، وذلك بعد اشتباه الجمارك السعودية في إحدى السيارات من طراز «فورد فيوجن» قادمة من البحرين عبر جسر الملك فهد، ونتج من تفتيشها العثور على 14 كيساً بلاستيكياً، مخبأة داخل تجاويف في المقعد الخلفي للسيارة، منها 11 كيساً مغلفة بالقصدير تحوي مادة عجينية وزنها 30.87 كيلوغرام، أثبتت نتائج فحصها بمختبرات الأدلة الجنائية أنها مادة (RDX) الشديدة الانفجار، وكيسين يحوي كل منهما 25 كبسولة تفجير، بما مجموعه 50 كبسولة تفجير، إضافة إلى كيس في داخله فتيل تفجير طوله ستة أمتار. وكشفت وزارة الداخلية أمس أن تنظيم «داعش» لديه مخطط لتقسيم المملكة إلى خمسة قطاعات يترأس كل منها «أمير» للتنظيم. وأكدت أن التنظيم يستهدف بوجه خاص رجال الأمن السعوديين، ثم إحداث فتنة طائفية، واستهداف المقيمين، فضلاً عن أهداف بعيدة المدى: عسكرية، وأمنية، واقتصادية. وأوضح مسؤول كبير في الوزارة أمس أن التقسيم المذكور لا يهدف بالضرورة إلى تقسيم السعودية إلى خمس دويلات، بل هو تقسيم لتنظيم عمل خلاياه الميدانية. وذكرت وزارة الداخلية السعودية أمس أن «داعش» يجند الأطفال بتحريضهم بـ «ابدأ بقتل أبيك أو أخيك، لأنهم عساكر». وأفاد العميد بسام عطية المختص بمكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية السعودية في مؤتمر صحافي في الرياض أمس، بأن مهمات العمل داخل قطاعات «داعش» في السعودية تمثّلت في توزيع العناصر البشرية في كل قطاع، وتعيين أمير «داعشي» لكل منطقة، وتأسيس المأوى والمخابئ، ورصد المواقع ذات الأهمية العسكرية والأمنية والحيوية والأجانب والشيعة، إضافة إلى توفير السلاح. وأوضح أن «داعش» وضع أهدافاً داخل القطاعات الخمسة هي: رجال الأمن، والفتنة الطائفية، والمقيمين، والأهداف البعيدة المدى العسكرية، والأمنية والاقتصادية. وكشف عطية أن خلية «داعش» التي ضبطت أخيراً في السعودية قبل 4 أشهر، وخططت لاغتيال خمسة ضباط، بعضهم من أقارب أفرادها، لكن رجال الأمن أسقطوا الخلية وأفشلوا مخططها. وأشار إلى أن زعيم الخلية عبدالملك البعادي (20 سنة) جنَّد 23 شخصاً من أصدقاء وأقارب، غالبية أعمارهم لا تتجاوز 16 سنة. وتواصل البعادي مع شقيقه الموجود في سورية ضمن تنظيم «داعش». وذكر أن اثنين من قتلة قائد إحدى دوريات أمن المنشآت شرق الرياض الجندي ماجد عائض الغامدي قبل أسبوعين حضرا حفلة زفاف بعد ارتكابهما الجريمة، وزاد أن جريمة قتل الغامدي كادت تفشل إذ إن عناصر الخلية كلهم كانوا يرغبون في ارتكابها، لكنهم اختلفوا في ما إذا كان قتل الغامدي حلالاً، بينما تصويره حرام.