كنت أظنّ أنه من الأعراف الدولية، ألاّ تقوم الحكومات، أيّ حكومات، وبصفتها الرسمية كحكومات، بالدعوة المباشرة للدين الذي تُدين به، وتترك ذلك لأفراد وجهات غير رسمية، منعاً للإحراج، وتجنّباً للصدام مع الحكومات الأخرى!. لكنّ ظني كالعادة كان غارقاً في السذاجة والخطأ والطيبة، فهاهي الحكومة الإسبانية، وبثقلها الدولي الكبير، وبشكلٍ رسمي تفعل ذلك، بل وتفعله بما يُثير الاستغراب ويطرح التساؤلات، إذ حصرته في أتباع الدين الإسلامي، دون غيره من الأديان، مع تشجيعهم على اعتناق الدين المسيحي مقابل منحهم جنسيتها وكافة امتيازات مواطنيها، وأهمّها التوظيف!. فحسب صحيفة (مفكرة الإسلام) الإلكترونية، بتاريخ ٢٧ أكتوبر، أنّ الحكومة الإسبانية تهدف لتنصير المسلمين المُقيمين فيها، خصوصاً المهاجرين إليها من الدول المغاربية، ولكي تتأكد من صدق تنصّرهم فإنها تمتحنهم امتحاناً بسيطاً هو حفظهم للصلوات المسيحية باللغة الإسبانية، حتى دون تعلّمهم باقي اللغة الإسبانية، ودفعهم فقط 60 يورو، 5 يورو لها، و55 يورو للكنيسة الكاثوليكية، فيا بلاش، فما بِيعَ من التنصير بالكوم إلاّ ها اليوم!. وهذا من وجهة نظري، استغلال بشع لظروف إخوتنا المغاربيين الاقتصادية وبطالتهم التي يُعانون منها في بلادهم، ولم تلجأ لمثل هذا الاستغلال حتى فرنسا رغم كثرة المهاجرين إليها من الدول المغاربية، ولم يكن الدعاة المسلمون يوماً على مرّ التاريخ مُستغلِّين بطالة الناس لإرضاخهم لاعتناق الإسلام، وما دخَلَ الإسلامَ من دخَلَ فيه إلاّ باقتناعه أنه أفضل الأديان، فأين المنظمات العالمية التي تتشدّق بحقوق الإنسان؟ إنه من العار أن يُربط العملُ الشريف بتغيير دين العاطل الباحث عنه، وهو ربطٌ غير شريف، وأين الدول والمنظمات الإسلامية عمّا يجري ويُحاك للمسلمين؟ أتمنّى أن تقف موقفاً حازماً ومُشرّفاً يُوقِف هذه الممارسات الاستغلالية الخطيرة، بمعالجتها سريعاً، وقبلها وهو الأهم بأن تُحسّن أوضاعها الاقتصادية، والقضاء على بطالتها، فلولا ذلك لما هاجر أبناؤها منها، ولولا ذلك لما طمع فيهم القوم، ولولا ذلك لما تعرّضوا لموجات التنصير الضالّة، تُخرجهم من النور إلى الظلمات، ومن صفاء التوحيد إلى غشاوة الانحرافات!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :