×
محافظة المنطقة الشرقية

رصد هجرة النبي محمد «صلى الله عليه وسلم» بنظام الـ «GPS»

صورة الخبر

كلمة عجائب لا تحتاج إلى تفسير وهي في بعض معاجم اللغة ترد وصفاً لكل شيء نادر وطريف أو ما يأخذ بالألباب، وتأسيساً على ذلك فإن عجائب بني العرب كثيرة وسأختصر لك منها أمثلة قليلة ولك أن تتّفق أو تختلف أو تضيف من عندك فحال العربان يُحزن حتى الغربان. ومن أعجب العجائب العربية أن مبدأ "اعرف وطنك العربي" تحقّق بشكل لم تعهده أمّة من الأمم. نعم فهذا المشروع الحضاري المتضمن التعريف بأسماء المدن والبلدات العربية لم يكلّف وزارات الثقافة والسياحة العرب قرشا واحدا. وقد تسأل كيف هذا؟ والجواب الواضح أن التعريف بمدن وقرى الوطن العربي قد تم بقدر ما يتعرض له الإنسان العربي من القتل والتشريد والخذلان العربي. هذه هي الحال منذ بدايات القرن العشرين حين عرفت وحفظت الشعوب العربية أسماء المدن الفلسطينية وهي تتساقط واحدة تلو أخرى في براثن الاحتلال الصهيوني. ومن خلال تلك المآسي والمذابح عرف العرب أسماء مثل: دير ياسين وخانيونس وبيت لحم وقلقيلية وبحر البقر وعشرات غيرها. ومع ذات المدخل التعريفي عرف العرب لبنان من خلال وكلاء الموت العبثي في الحرب الأهلية في السبعينيات؛ حيث تعرّفت الشعوب العربية وسط القصف المجنون المتبادل بين الفرقاء على أسماء مثل: عين الرمانة وتل الزعتر وعين الحلوة وبرج البراجنة. وهي ذات الحال في العراق حينما تحالف مجانين السلطة مع جموح "الكاوبوي" فأسقطوا بغداد في حمى الإرهاب والاحتراب الطائفي والعرقي وعرّفوا شعوب العرب بالصوت والصور السوداء على كل حي وشارع في عراق الحضارات. اسأل نفسك كيف عرفت الأجيال الجديدة العراق وأسماء مثل: الفلوجة والرمادي والأنبار والبصرة مع أن أرض الرافدين لم تستقبل طالبا أو سائحاً عربياً منذ ما يزيد على ربع قرن من الجنون والخراب. وكما عرفنا تفاصيل العراق في نشرات الأخبار الممتزجة بالدم والعنف ها هي سورية وأيقونتها دمشق الحضارة تستعرض وتعرّف بأسماء مدنها وقراها وجسورها ونواعيرها بلافتات الموت والدمار. وها هو الشباب العربي اليوم يتعرّف على مدن الشام مع كل تقدّم لفرق الموت والدمار وهي تنقل أخبار وكلاء الشيطان وهم يذبحون ويفجّرون أقدم حضارة دوّنها التاريخ. أما في اليمن السعيد فالدليل السياحي للتعريف بيمن الإيمان والحكمة تعهّد به "الحوثي إخوان" وزمرتهم من وكلاء الشر وبقايا نظام الفوضى وعصابات لم يؤنبها ضميرها يوما على ما سببته لأهلها ووطنها. وعبر سنوات من الدمار الممنهج عرف الإنسان العربي أسماء مدن اليمن وقبائلها ومذاهبها وقراها في حالة لا تتكرّر إلاّ في عالمنا العربي وحده. وهكذا فعجائب العرب كثيرة فلا تعجب أن تجد "الثورجي" العربي ينادم الصهيوني، ولا تتفاجأ حين تجد العروبي القومجي الممانع يسكن ذات الغرفة الدافئة مع الفارسي والأعجب أن تجد فرقا باسم الإسلام والسنّة تكفّر أهل السنة والجماعة وتفجّر ديارهم ثم تجد رموزها يتهامسون مع المجوس واليهود والنصارى وكل ملّة ونحلة. هذه هي بعض أطراف العجائب العربية. مسارات قال ومضى: العقول حقول ... فكيف لا تحصدون ما تزرعون! لمراسلة الكاتب: falshehri@alriyadh.net