×
محافظة المنطقة الشرقية

حضور قوي للإمارات بقمة المعلومات العالمية في جنيف

صورة الخبر

الحلقة 12 - عنوان الكتاب يعني بالألمانية السيد بيب. ويتضمن مذكرات ينشرها الكاتب الكتالوني مارتي بيراناو المقرب من جوارديولا. ويقدم FilGoal.com كتاب هر بيب ضمن تغطيته لـ #ليلة_جوارديولا التي انتظرته في مواجهة فريقه السابق برشلونة ضمن نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وانتهت بتوديعه المسابقة على يد ناديه المحبب. تدور المذكرات حول كواليس وأسرار الموسم الأول لجوارديولا في بايرن ميونيخ. عن نجاحاته وإخفاقاته ومشاكل عانى منها بعد الرحيل عن برشلونة، وذلك بالاستعانة بشهادات جوارديولا نفسه بجانب لاعبي ومسؤولي بايرن. والكاتب مارتي بيراناو هو بطل أوليمبي سابق في القفز بالزانة، من أبناء مدينة برشلونة، تخصص في الاعلام الرياضي بعد اعتزال ألعاب القوى. جوارديولا منح بيراناو فرصة دخول كل الأماكن وتسجيل المحاضرات لـ200 يوم شرط ألا يكتب أي شيء في الكتاب إلا بعد انتهاء الموسم. وهو ما حدث فعلا. ----- 23 أبريل 2014 ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا (ريال مدريد - بايرن ميونيخ). أنتم العظماء أظهر بايرن على ملعب سانتياجو برنابيو منذ البداية شخصية لا يظهرها أي فريق بمعقل ريال، واجه العملاق المدريدي على أرضه الند بالند، وتحكم بالكرة تماما. نقطة التحول كانت في رد فعل جماهير البرنابيو، لم يعجبها أداء ريال فبدأت في إطلاق صافرات الاستهجان كعادتها، طنين يصم الآذان. جوارديولا كان سببا في جرأة لاعبي بايرن، قال لهم في محاضرة قبل اللقاء: أنتم العظماء، اثبتوا ذلك في هذا الملعب التاريخي، العبوا الكرة التي تعرفونها، أظهروا تعطشكم للكرة، أنتم التعريف الحقيقي للاعبي كرة القدم. ريال مدريد كان متحفزا قبل المواجهة، فاز بكأس الملك قبل أيام بهدف جاريث بيل. لجأ الميرينجي لطريقة 4-4-2 ، يغلق مساحاته تماما ويلعب على الهجمات المرتدة. أنشيلوتي كرر نفس الطريقة امام بايرن، ترك الألمان يستحوذون على الكرة، وأغلق دفاعاته، بيبي وراموس كصخرتين في الدفاع. توني كروس حاول بشتى الطريق فتح جبهات على الجانبين، روبن يتحرك للعمق، كل جناح يرسل عرضياته بحثا عن رأس ماندزوكيتش، الدفاع متأهب لأي هجمة مرتدة لريال. صدمة في 19 ثانية تلك السيطرة لم تترجم لفرص حقيقية، حتى الدقيقة 18 ، ماندزوكيتش كاد يسجل برأسه، هدفا محققا لم يكن ليضيع لولا تدخل بيبي. لم تمر سوى دقيقة واحدة على تلك الفرصة حتى نجح ريال مدريد في التقدم بهدف، كان هدف المباراة لبنزيمة. لم يكن ريال مدريد حتى مضطرا للقيام بهجمة مرتدة حقيقية للتسجيل، لم يضغط أي لاعب من بايرن، سلبية وخجل من الدفاع. جاء الهدف من هجمة استغرقت بالكاد 19 ثانية من أمام مرمى ريال مدريد. أسوأ ما يمكن حدوثه لفريق مسيطر، الخصم سجل من أول فرصة. كانت ضربة معنوية قوية. بايرن قبل تلك المباراة بثلاثة أسابيع كان مستواه في انخفاض، لم يبرز من اللاعبين سوى كروس ولام وروبن، حتى مانويل نوير كان يثير الشكوك ويرتكب أخطاء. دعابة قبل العاصفة حاول جوارديولا مداواة لاعبيه بعد الخسارة 0-3 من دورتموند قبل 11 يوما من مواجهة ريال مدريد. هزيمة مهينة امام الغريم اللدود وعلى ملعبهم أليانز أرينا، لذا قام بالمزاح معهم وانتزع منهم الضحكات. قال إنه معتاد على شرب القليل من النبيذ على العشاء مع زوجته، لكنه أشار بيده الى حجم زجاجة كبيرة، فضحك اللاعبون. لكن تلك الدعابة لم تكن سوى تمهيد لعتاب قاسي قال بيب: عندما أكون في المنزل أفكر بكم، كيف أساعدكم؟ كيف أجعلكم أفضل؟ لكن الأمر الذي لا يمكنني مساعدتكم فيه هو أنني لا يمكن أن أركض بدلا منكم في الملعب. حينها قام بيب بتشغيل مقطع فيديو يوضح مقارنة بين سرعة اللاعبين قبل التتويج بالبوندزليجا، في مارس، وبعد التتويج. وعقّب على الفيديو أعرف أنه من الطبيعي ألا نبذل نفس الجهد بعد الاطمئنان للفوز والتتويج، لكننا في الحقيقة بدون الركض لا شيء، لا يمكن أن نصنف أنفسنا كفريق. وأخرج إحصائية توضح أن بايرن تلقت شباكه 13 هدفا طوال 27 مباراة طوال الموسم بالدوري، لكنه استقبل 7 أهداف في آخر 3 مباريات..الأرقام لا تحتاج للتعليق. لا يمكن الاستمرار على تلك الحالة قبل مواجهة ريال مدريد. المؤشرات لم تدلل على أي تحسن، مباراة في كأس ألمانيا امام براونشفيج متذيل الدوري، كانت الأسوأ للبافاريين طوال الموسم، رغم الفوز الا أن نسبة التمريرات المقطوعة بلغت 78%. مشكلة ريبري العقلية قبل 5 أيام من مواجهة ريال مدريد كان من الواضح أن أفضل لاعبي بايرن في 2013 ، فرانك ريبري، يعيش أسوأ حالاته. لم يكن ريبري فاقدا للشغف أو الحماس، لكنه كان عاجزا على مواجهة مدافع وجها لوجه ومراوغته كما يفعل في العادة، كانت مشكلة عقلية. نعم كان يعاني من آلام بالظهر، تلك الآلام حرمته لاحقا من المشاركة في المونديال، لكن مشكلته الذهنية كانت أخطر، كان بيب متشككا في الدفع بالنجم الفرنسي في تشكيلته، لكن في النهاية اضطر للدفع به كأساسي. سيل من الأزمات لم يكن جوارديولا متفائلا قبل المباراة، بل زاد الطين بلة علمه بنبأ وفاة والد اللاعب الصاعد هويبرج بعد إصابته بالسرطان. ألابا مصاب بالحمى، نوير عائد من إصابة، جوتزه ليس جاهزا تماما، المنظومة الجماعية للفريق تعاني. خافي مارتينيز يعاني من مشكلة بالمعدة، لدرجة أنه فقد 4 كيلوجرامات في يومين. لم يكن بوسع بيب سوى تحميس اللاعبين: أنتم أبطال ألمانيا، وصلتم نهائي الكأس، وتفصلكم 180 دقيقة على نهائي التشامبيونز، أنتم أبطال ثلاثية الموسم الماضي لكن في ذهنه يعرف أن المهمة ستكون معقدة أمام أفضل فريق من الناحية البدنية في القارة العجوز. عودة الوحش بيب يعود الى سانتياجو برنابيو، هذا الملعب الذي حقق عليه انتصارات عظيمة مع برشلونة. الجميع يتحدث عن كونه عقدة ريال مدريد، والعناوين تقول قبل المباراة عودة الوحش.. لكنه لم يحب ذلك. يكن بيب احتراما شديدا لريال مدريد، سواء كلاعب أو كمدرب، لكن رغم الصعوبات التي يواجهها فريقه اختار أن يكون جريئا، وأن يكون البطل في البرنابيو. عانينا كثيرا لنصل الى هنا، عملنا مثل (التيوس)، سألعب للاستمتاع، لم ألعب بتشكيل مكتمل طوال الموسم سوى في 3 أسابيع فقط، أنا متحمس لمواجهة ريال مدريد، سأستمتع بالاستحواذ على الكرة أمامه في البرنابيو، وبدأ هجمات من الخطوط الخلفية. المحاولات على مرمى كاسياس كانت خجولة، بدا أن كلام كارل هاينز رومينيجه كان في محله يوم أوقعت القرعة بايرن مع ريال مدريد في نصف النهائي. قال رومينيجه لو سجلنا هدفا في سانتياجو برنابيو، سنصل لنهائي لشبونة. كاسياس منع فرصة الهدف امام جوتزه، بديل ريبري. أعنف هجوم ودعم برشلوني تعرض بيب لهجوم عنيف بعد الهزيمة، أسوأ موجة انتقادات منذ تولى تدريب الفريق. هاجمه القيصر بيكنباور: الاستحواذ لا يعني شيئا حين يكون الخصم أخطر في هجماته وفرصه، يجب أن نكون سعداء لأن مدريد سجل هدفا واحدا فقط. في خضم تلك الانتقادات، تلقى بيب الدعم من برشلونة، أحد نجوم البرسا (لم يكشف اسمه) أرسل له رسالة نصية: بيب، يجب أن تفخر بفريقك، ما فعلته في البرنابيو لا يفعله كثيرون. في الحقيقة أداء بايرن امام ريال مدريد كان الأفضل منذ وقت طويل، لكن المشكلة كانت غياب الفاعلية على المرمى، بل كان الهجوم سيئا للغاية امام كاسياس. ريال مدريد بجانب هدف بنزيمة أتيحت له فرصتين عبر كريستيانو ودي ماريا. سأفرض أسلوبي الكريه بيب لم يصمت امام الانتقادات بسبب أسلوب لعبه، دافع عن نفسه: من المؤكد أنه في ألمانيا يحبون أكثر أسلوب ريال مدريد أو دورتموند، لكن بايرن تعاقد معي أنا، أنا أوازن بين أفكاري الخاصة وبين الثقافة الكروية في ألمانيا، ما يهمني هو رأي اللاعبين، واللاعبون يحبون أسلوبي. الكرة الألمانية تجسد اللعب المباشر السريع والهجمات المرتدة، فكر جوارديولا مختلف، يعتمد على الاستحواذ وملأ الملعب بكتلة جماعية متعاونة، خلق هذا صدمة حضارية في ألمانيا. حظي جوارديولا بمؤازرة رومينيجه وماتياس زامر، منذ العشاء في مطار مدريد بعد الخسارة لا تشغل نفسك، طريقة لعبك هي التي حققنا بها نجاحات الموسم، وهي التي جعلتنا نصل الى مدريد، يجب أن نجد حلولا لمباراة العودة. خطة الإياب وفاجعة تيتو بيب كون فكرة عن خطة الإياب في الساعة الرابعة فجرا بعد هزيمة الذهاب: اللعب بثلاثة مدافعين، أكبر كم من لاعبي الوسط لمنع ريال مدريد من التسجيل، ثلاثي هجومي..وليحدث ما يحدث. لم ينزعج بيب من الهزيمة أو الانتقادات بقدر ما انزعج من مكالمة هاتفية من الطبيب المعالج لتيتو فيلانوفا، حالته الصحية تتدهور. الهزيمة حدثت قبل يومين من وفاته.