×
محافظة المنطقة الشرقية

النجمات «أكثر جرأة» ... في دراما رمضان المصرية | مشاهير

صورة الخبر

صدق الله العظيم حين ذكر المسجد الاقصى في كتابه الكريم وقال عنه (الذي باركنا حوله). ومخطئ من يحصر مفهوم البركة المقدسية في بعدها المكاني الجغرافي فقط، فأنا ومع كل يوم ومناسبة أكتشف في فلسطين وأرضها وشعبها المجاهد المرابط آيات وفصولا جديدة تضيف لمعاني البركة امتدادات لا تكاد تحصى. وآخر تلك الفصول ما كشف عنه الباحث الفلسطيني د. اسامة الأشقر في ندوة جماهيرية أقيمت أخيراً في ذكرى نكبة القدس الـ67 شاركته بها، حيث فاجأني وفاجأ الحضور بحقائق تاريخية ما كان لنا أن نعرفها لولا (بركة) هذه الأمسية المقدسية، حقائق ولا أروع عن حالة الاصطفاف الكويتي لناحية القضية الفلسطينية، والمشاركة الفاعلة المؤثرة في المشروع النضالي لتحرير الأرض المباركة. ولأهمية تلك الحقائق، وللحاجة الماسة لإحيائها ولتوثيقها في الذاكرة المعاصرة للكويتيين وغيرهم، فقد طلبت من الدكتور الضيف تلخيص تلك الحقائق في مقال، وهو ما أضعه تالياً بين يدي القارئ الكريم. يقول د. أسامة الأشقر: «قضيت بضعة أيام مباركات في بلدة طيبة مباركة احتفى بي أهلها واستضافوني في بيوتاتهم وديوانياتهم ومنتدياتهم، وأحاطوني برعاية خاصة لا لشيء مميز فيّ سوى أنني أحد سفراء بيت الله المقدس في فلسطين حيث ألقيتُ رحلي هناك، واستدارت دارةُ قلبي حوله، والتزمتُ له بخصوصيات المعرفة ودقائق النظر، وخالص التفكير. كانت ذاكرة الصور تتداعى عليّ وأنا محاطٌ بهؤلاء الشباب الأذكياء وأولئك النسوة المتلهّفات للمعرفة... كان المحفّز الأكبر لي في هذه الاستدعاءات تلك الجلسات الماتعة مع الدكتور محمد العوضي متّعه الله بما أعطاه، فقد استحضرتُ شهادات العقيد الركن محمد أبو حجلة نائب رئيس أركان جيش التحرير الفلسطيني، في شهادته الطويلة على عصره في تسجيلات خاصة أجريتُها معه في دمشق قديماً، تحدث يومها عن ضابط كويتي كبير قاد أركان جيش التحرير الفلسطيني، بانتداب من أمير الكويت عبد الله السالم المبارك الصباح، الذي فرّغه لتأسيس الجيش الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الأستاذ أحمد الشقيري عام 1964 وظل في موقعه الحساس حتى انتهى انتدابه عام 1969، كانت مهمته خلالها تدريب الجيش الفلسطيني وبناء هياكله وزرع سراياه وتوزيع مواقعه وتنظيم تسليحه، وتخطيط استراتيجية تحرير فلسطين... كان وجيه المدني ذو الأصل الفلسطيني مقربا جدا من أمير الكويت الذي وثق به بتزكية سعودية خاصة، وأسند إليه مهمة المساعدة في بناء جيش الكويت الوليد ومنحه الجنسية الكويتية. يحكي العقيد محمد أبو حجلة عن اللواء وجيه المدني أنه ترك عمله في وزارة الدفاع السعودية عام 1948 حين وقعت نكبة فلسطين والتحق بجيش الإنقاذ الفلسطيني الذي شكلته الدول العربية لمواجهة الكيان الصهيوني الجديد، واستطاع وجيه المدني تسخير خبرته بوصفه ضابطا متدربا في الجيش البريطاني المنتدب على فلسطين وجعلها في خدمة المتطوعين الجدد والجيوش العربية التي كانت ذات خبرات بريطانية في أصول القتال، وهي الخبرات نفسها التي تمتلكها العصابات الصهيونية مع فارق كبير في العدد والعتاد والنفوذ لمصلحة الصهاينة. كان أمير الكويت الذي يعرف مكانة وجيه المدني وخبراته في فلسطين والسعودية وتركيا ولبنان والكويت قد تحدد لديه الخيار الأفضل لقيادة الجيش الفلسطيني، فرشحه أمام الزعماء العرب الذين وجدوا فيه الشخصية الأكفأ لقيادة الجيش الذي ستكون مهمته هي أخطر مهمة يمكن إسنادها لجيش كبير منظم ومحترف فكيف عندما يكون الجيش وليدا محدود الإمكانات. كان وجيه المدني الذي كان من جملة القيادات العسكرية النافذة في الكويت قد استأذن الشيخ عبد الله السالم المبارك الصباح ليستفيد من إمكانات الجيش الكويتي، ففتح له الباب ليختار بعض معاونيه، ثم اختار نخبة كويتية للمشاركة في عمليات قتالية ضمن الجيش السعودي المشارك في العمليات وضمن جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي، وأذن له أيضاً في استخدام الإمكانات القتالية المادية في الجيش الكويتي من أسلحة وذخائر لأغراض التدريب في معسكر قطنا جنوبي دمشق... تلك الذكريات استدعت منا تحركاً نحو توثيق هذا الدور الكويتي الذي أجملنا عناوينه هنا، لنكتب عنه بالصور والوثائق في مقبل الأيام إن شاء الله بما سيكون مفاجأة لكثيرين» انتهى كلام الدكتور الأشقر شاكراً له ولأمثاله من الباحثين دقة التوثيق وأمانة النقل. محمد العوضي mh_awadi @