شهدت القديح خلال ساعات الصباح الأولى أمس احتشاداً كبيراً للمعزين وقام عدد من الشبان بتنظيم حركة المركبات، فيما قام البعض الآخر بتوزيع المياه على المعزين، الذين قدموا من مختلف محافظات المنطقة الشرقية وخارجها. كما شهدت البلدة مسيرات تستنكر العملية الإرهابية، وهتفوا بأن «الإرهاب لا دين له»، مقدمين عزاءهم وتضامنهم التام مع أهالي البلدة وذوي الضحايا. وقال محمد العبدالله، الذي قدم من محافظة الأحساء، لتقديم واجب العزاء لأهالي القديح: «نحن نشترك مع أحبائنا وأهلنا في القديح في عدد من المشتركات، وتقديم العزاء واجب بسيط نقوم به نحوهم. فكما توافد أهالي القديح تحديداً لتعزيتنا في حادثة الدالوة، ها نحن اليوم نتوافد لتقديم العزاء وتقديم كل ما يمكننا تقديمه في هذه الحادثة الأليمة لهم»، مشيراً إلى أن هذا العمل الإرهابي «لا يقتصر على أهالي القديح فقط بل، هو سكين في خاصرة الوطن، فلو حدث هذا الأمر في أية منطقة من مناطق المملكة فسنكون أول المعزين». فيما دعت جمعية مضر الخيرية، إلى دعم الصندوق المخصص لذوي الشهداء، فيما أبدى أهالي المنطقة استعدادهم «لتقديم كل الدعم». وأوقفت المحال التجارية عمليات البيع، وسخرت خدماتها للمعزين، الذين لم يقتصروا على أهالي محافظة القطيف، فمن كل محافظات المنطقة الشرقية ومناطق أخرى إضافة إلى قادمين من دول الخليج، وتحديداً البحرين والكويت، توافدوا لتقديم واجب العزاء. وحرص عدد من المعزين على اصطحاب أطفالهم الصغار للمشاركة في العزاء، وحمل بعضهم صور الطفل حيدر المقيلي (خمسة أعوام)، الذي كان أحد ضحايا الحادثة. في مستشفى القطيف المركزي تشعر قبل أمتار من وصولك إلى مستشفى القطيف المركزي أن جميع أهالي القطيف تجمعوا هناك، فما بين منظم للطريق، وآخر يوزع الماء على من تجمعوا للبحث والسؤال عن أهاليهم، فيما شارك البعض في تنظيف الشوارع من العلب الفارغة. وداخل المستشفى تحول الجميع إلى «خلية نحل»، بمريلتهم الصفراء، فتلك تدفع سرير المصاب، وتلك تحمل أدوات التمريض على عجالة، فتسقط منها بعض الأدوات، وذلك يصرخ «طريق طريق»، لتوسعة المجال لإنقاذ مصاب. وهبّ منسوبو وزارة الصحة والعاملين في جميع المستشفيات بلا استثناء، فهذه الممرضة جاءت تلبية للواجب، وذاك أتى ليخدم وطنه، غير مكترثين بيوم الإجازة ولا يوم راحتهم.