أعلن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أمس، أنه غير معني بالمؤتمر الذي تستضيفه العاصمة المصرية القاهرة للمعارضة السورية والقرارات الصادرة عنه، لأن الدعوة لم تصله. ومن جهة أخرى، قال المعارض السوري هيثم منّاع إن «مجموعة من المعارضين يعدون لإطلاق تجمع جديد يطرحونه كبديل عن (الائتلاف) خلال المؤتمر المزمع عقده في الثامن والتاسع من شهر يونيو (حزيران) المقبل في القاهرة، ويحمل اسم (المعارضة الوطنية السورية)». هشام مروة، نائب رئيس «الائتلاف» أبلغ «الشرق الأوسط» أن «الائتلاف» لم يُدعّ إلى مؤتمر القاهرة، مشيرًا إلى قرار سابق اتخذته الهيئة العامة للائتلاف، بأنه لا يمكن أن نشارك في مؤتمر يمكن أن يستبعد أيا من مكوّنات الشعب السوري، متمنيًا في الوقت نفسه على أي مؤتمر للمعارضة، أن تكون قرارات المشاركين فيه وجهودهم تصبّ في خدمة الثورة والشعب السوري. وأوضح مروة أن «إقصاء أي جهة أو مكوّن من مكوّنات الشعب السوري من أي مؤتمر أصلاً، لا يشجّعنا على حضوره»، مشدّدًا على أنه «حتى لو اتخذ قرارا مشابها، فإن القرار لا يمثلنا ولا يعنينا»، ولفت إلى أن أي حضور لمؤتمر القاهرة «سيكون خلافًا لقرارات الهيئة العامة التي قررت عدم المشاركة». وفي حين يأتي هذا التطور في ظل تراجع ميداني للقوات الحكومية بشمال سوريا وشرقها، أوضح مروة لـ«الشرق الأوسط» أن «تطوير اللقاءات لتشكيل جسم جديد غير مطروح بتاتًا»، وأنه في الظروف الحالية «لا يمكن أن ينشأ جسم بديل، يحتاج إلى وقت طويل كي ينال الشرعية»، وطالب بما سماها «عاصفة دعم لتساعد الثورة وإجبار (الرئيس السوري بشار) الأسد على القبول بالحل السياسي». وتابع مروة «في ظل التطورات الميدانية وتزايد الدعوات لمؤتمرات من أجل الحل السياسي، يمكن أن تكون هناك انهيارات دراماتيكية للسلطة، لذلك نسعى لتشكيل هيئة تفاوضية تبحث خارطة طريق للتسوية السياسية، وتشمل كل مكونات الشعب السوري، استعدادا لجولة مفاوضات جديدة أو تسلم السلطة في حال حدوث انهيار دراماتيكي للسلطة النظامية الحالية، وهي محتملة». جدير بالذكر، أن السفير بدر عبد العاطي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أعلن في بيان أمس، أن «القاهرة سوف تستضيف يومي 8 و9 يونيو المقبل المؤتمر الموسّع للمعارضة والقوى الوطنية السورية (...)، والذي يهدف إلى التعبير عن رؤية أوسع من طيف المعارضة السورية إزاء كيفية التحرك في المرحلة القادمة للعمل على إنهاء الأزمة السورية». ووفق مناع، الذي برز قياديًا في «هيئة التنسيق» التي تنشط في الداخل السوري، في حديث أدلى به لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن أكثر من مائتي شخصية من المعارضة السياسية والعسكرية من عرب وأكراد ومن الطوائف كافة سيشاركون في الاجتماع على أن ينتخبوا هيئة سياسية ويتبنوا خارطة طريق وميثاقا وطنيا. وأردف أنه من المقرر أن يطلق التجمع الجديد على نفسه تسمية «المعارضة الوطنية السورية». ويأتي عقد هذا الاجتماع بعد لقاء استضافته القاهرة في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي بمشاركة معارضين سوريين من الداخل والخارج، وانتهى بإعلان وثيقة من عشر نقاط تنص بالخصوص على حل سياسي للحرب في سوريا. وبحسب مناع، فإن هذا التجمع «مختلف كليا» عن «الائتلاف» السوري الذي يلقى دعما غربيا ودعم دول عربية كالمملكة العربية السعودية وقطر بالإضافة إلى تركيا. وأضاف: «سيكون اجتماعا سوريًا مائة في المائة، نموله بأنفسنا ولا يتحكم أحد به وجدول أعماله سوري بحت». وأردف أن القاهرة تستضيف المؤتمر من «دون تدخل». واستطرد «نحن مستعدون للتفاوض مع وفد من الحكومة السورية على أساس بيان جنيف، أي على أساس نقل كل السلطات العسكرية والمدنية من دون استثناء إلى حكومة انتقالية». ومن المقرر أن يلتقي ممثلون عن التجمع المعارض الجديد الموفد الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وفق مناع الذي أشار إلى اجتماع مماثل عقد أخيرا بين الطرفين. ما يستحق الذكر أن بيان جنيف المشار إليه صدر في يونيو 2012 إثر اجتماع ضم ممثلين عن الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن وألمانيا والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، ونص على تشكيل حكومة من فريقي الحكومة والمعارضة بصلاحيات كاملة تشرف على المرحلة الانتقالية. غير أن البيان لم يأت على ذكر مصير الرئيس السوري بشار الأسد.