×
محافظة حائل

دمج كبار السن وقاعة للمكفوفين

صورة الخبر

مع ارتفاع احتمالات انتقال الأمراض الجينية إلى الأطفال، وخاصةً في حالات زواج الأقارب، بدأ العديد من الأزواج في المنطقة التوجّه اليوم نحو المراكز المختصة بفحوص الإخصاب لمساعدتهم على التشخيص الاستباقي لتلك الاحتمالات، حرصاً على صحة أطفالهم . يقول الدكتور وليد سيد، المدير الطبي واستشاري طب النساء والتوليد ومعالجة العقم في أبوظبي: "شهدنا خلال الفترة الماضية زيادة في أعداد الأزواج الذين يرتادون العيادات لإجراء الفحص الجيني ما قبل الإخصاب، انطلاقاً من حرصهم على تأسيس عائلة معافاة . فالقدرة على الحمل الطبيعي مؤشر جيد، لكنها لا تضمن بالضرورة صحة الجنين؛ وهو ما يجعل من هذا الفحص الاستباقي الخيار الأكثر أماناً" . وبنتيجة الجهود التي يبذلها أخصائيو الإخصاب ومراكزه التخصصية في الدولة، بدأت دولة الإمارات إرساء معايير عالمية تحتذى ضمن هذه الفئة الهامة من الرعاية الصحية، وذلك عبر توفير أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال، وإجراء العمليات والجراحات المعقدة للمرضى داخل الدولة دون عناء السفر إلى الخارج . ومثال ذلك، ما حققه أحد مراكز الإخصاب في الدولة، والذي نجح في مساعدة والدين إماراتيين على إنجاب طفل معافى، بعد الكشف الاستباقي عبر الفحص الجيني عن المرض النادر الذي كانا يحملان جيناته الكامنة؛ وهو مرض (Pychodysotosis) أو الثخانة الزائدة في العظام . وأوضح الدكتور وليد أن فريق العمل نجح بعد إجراء التحاليل والتجارب المكثفة في تشخيص وجود الجين المسبب للمرض لدى الوالدين والذي أثّر سابقاً في أطفالهم، مؤكداً أهمية هذا الاكتشاف الذي تلا سلسلة معقدة من الفحوص، وسجّل سبقاً علمياً متقدماً، حيث تم رصد عدد محدود جداً من الحالات المكتشفة لهذا المرض النادر على مستوى العالم . كما أشار الدكتور وليد إلى حالة إحدى الإماراتيات وعندها طفلٌ يعاني الثلاسيميا؛ وهو اضطراب في الدم ينتج عنه إنتاج غير طبيعي في كميات خضاب الدم . ونتيجةً لمعاناة الطفل مع عملية نقل الدم المضنية عدة مرات في الأسبوع، لجأ الوالدان إلى فكرة إنجاب طفل ثانٍ يتمتع بالصحة والعافية، ويكون أيضاً المرشح المثالي للتبرع بنخاع العظم الذي يحتاج إليه الطفل الأول ليتعافى، مشيراً إلى أن الأم حامل الآن ويتوقع ولادتها في الأسابيع القليلة القادمة . وقال إن مثل هذه الحالات تثبت أهمية إجراء الفحص الطبي الإلزامي ما قبل الزواج الذي أقرته هيئة الصحة في أبوظبي عام ،2005 وأسهم حتى اليوم في تقليص حالات انتقال الأمراض الجينية إلى الأجيال الجديدة في الدولة . وختم الدكتور وليد بالقول: "أصبح الأزواج اليوم أكثر إدراكاً لفوائد الإخصاب في المختبر، والذي لا يكتفي فقط بمساعدة من يعانون مشاكل في الإخصاب الطبيعي، بل أيضاً من يعانون اضطرابات جينية قد تنتقل إلى مواليدهم، ويمكن تجنّبها عبر القيام بالفحوص الاستباقية والرصد المبكّر لأكثر من 100 خلل قد تنقله الجينات للطفل" .