ما أثاره قبض الشرطة الإيطالية الأربعاء الماضي على المغربي عبدالمجيد طويل (22 عاماً) للاشتباه في تورطه في الهجوم على متحف باردو في تونس يوم 18 مارس الماضي، والكشف عن استخدام تنظيم داعش أسلوباً جديداً للوصول إلى أوروبا عبر ما يعرف بـ زوارق الموت الخاصة بالمهاجرين غير الشرعيين، يفرض تحدياً جديداً على الدول لمواجهة هذا التنظيم. وعبد المجيد طويل، وفق مصدر رسمي في تونس، هو مهرب أسلحة متورط في إدخال قطع سلاح لمهاجمي متحف باردو من ليبيا إلى تونس عبر الحدود البرية، ما يثير جدلاً واسعاً في دول الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط عن قدرة العناصر الإرهابية على التسلل إلى أراضيها انطلاقاً من دول شمال إفريقيا. وإضافة إلى ذلك، كشف المستشار في الحكومة الليبية المؤقتة عبدالباسط هارون أن مسلحي داعش يتم تهريبهم إلى أوروبا بواسطة عصابات تهريب المهاجرين عبر البحر المتوسط، وأن المهربين يخبئون المسلحين في القوارب الممتلئة بالمهاجرين. وأوضح هارون أن المراكب المخصصة للهجرة غير الشرعية تستعمل للدخول إلى أوروبا؛ إذ لا يمكن للشرطة الأوروبية التفريق بين عناصر داعش والمهاجرين العاديين، مشيراً إلى إن الهدف من إرسال عناصر التنظيم إلى أوروبا هو شن هجمات هناك. ويرى المحلل السياسي عبدالكريم العجمي أن الدول الأوروبية باتت متأكدة من طبيعة التهديدات الإرهابية التي تواجهها، وخاصة من قبل تنظيم داعش الذي احتل مواقع مهمة له على ساحل البحر الأبيض المتوسط وفي مدن ليبية كدرنة شرقاً وسرت في الوسط وصبراتة غرباً، كما أن عناصر داعش لا تختلف في ملامحها عن باقي المهاجرين غير الشرعيين، وبالتالي فإن الكشف عن هوياتهم الحقيقية يبقى عسيراً، خصوصاً وأن التنظيم يعتمد أكثر على عناصر جديدة ليست لها ملفات في أجهزة الأمن في دولها. ويضف العجمي أن سرطان داعش يهاجم أوروبا في صمت، وسيأتي يوم نسمع فيه عن عمليات إرهابية كبرى داخل أوروبا الهدف الحقيقي منها هو السيطرة على العقل العربي المسلم أكثر من الرغبة في احتلال أراض أوروبية. وكانت تقارير إعلامية أوروبية تساءلت عن إمكانية استغلال زيادة أعداد المهاجرين إلى أوروبا في نقل المقاتلين إلى القارة، خصوصاً بعد أن سبق لإيطاليا ومصر أن حذرتا من استغلال تنظيم داعش عمليات الهجرة غير الشرعية لنقل مقاتليه إلى أوروبا. إلى ذلك، هدد تنظيم داعش بالقيام بقرصنة إلكترونية شاملة تستهدف الولايات المتحدة وأوروبا، وناشد الخبراء أن تُؤخذ هذه التهديدات محمل الجد، وذكرت صحيفة ذا هيل الأميركية على موقعها الإلكتروني أن قراصنة، أعلنوا انتماءهم إلى داعش نشروا مقطع فيديو تعهدوا فيه بشن حرب إلكترونية على الولايات المتحدة وأوروبا، وزعموا أن لديهم إمكانية الوصول إلى القيادة الأميركية على شبكة الإنترنت.