تتعرض المملكة باستمرار لهجمات إرهابية هدفها العبث بأمن ومقدرات الوطن؛ وضرب اللحمة الوطنية التي قامت عليها هذه البلاد المباركة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وأبنائه الملوك البررة من بعده، وحاضر زاهٍ لوطن يستند في كل توجهاته على القرآن والسنة، فلم تكن نوايا تلك الهجمات العرضية وليدة اليوم بل كانت ولا زالت مستمرة في ضرب النسيج الاجتماعي وتفكك الوحدة الوطنية بين أبناء المجتمع. "اللحمة الوطنية" المملكة وهي تتعرض لانفجار في أحد المساجد ببلدة القديح بمحافظة القطيف، تكشف عن نوايا الأعداء وأطماعهم وعبثهم بمقدرات الوطن والأهم من ذلك ضرب اللحمة الوطنية، ولتبرهن للجميع مدى رسوخها وتماسك أبناء المجتمع مع قيادته لتكشف وتعري مخططاتهم وعملياتهم الإرهابية، إذ إن ما حصل في القطيف من قتل للأبرياء على يد مجرمين أرادوا الفتنة بين أبناء الشعب الكريم -خابت ظنونهم- أظهرت اللحمة الوطنية التي يعيشها أبناء هذا الوطن من جميع الأطياف، وما يقومون به هؤلاء المجرمون من جريمة نكراء في حق وطنهم وإخوانهم أبناء بلدهم لتعد جريمة بكل المقاييس لا تمت للإسلام بصلة. "مبادئ راسخة" الحوادث العرضية التي تريد ضرب الوحدة الوطنية، لن تؤثر على ترابط وتماسك أبناء المجتمع بكل شرائحه؛ لأن تلك اللحمة منطلقة من مبادئ راسخة وأسس سليمة في ظل قيادة لا تفرق بين مواطن وأخر؛ وهو ما أكده خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الأخير بأن أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات ولا فرق بين مواطن وآخر، وما قامت دعائم هذه الدولة، على التمسك بالشريعة الإسلامية التي دعت لحفظ حقوق الإنسان وحمايتها، وما قام به الحكم في بلادنا على أساس العدل والشورى والمساواة. وأشار -حفظه الله- "إلى أن أنظمة الدولة تتكامل في صيانة الحقوق، وتحقيق العدل، وكفالة حرية التعبير، والتصدي لأسباب التفرقة ودواعيها، وعدم التمييز، فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى، فأبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات"، وهو ما يعطي دلالات واضحة على عزم الدولة على النمو والازدهار تحت مظلة تعزيز اللحمة الوطنية وتكريسها، وتحقيق الأمن المجتمعي في مواجهة الأزمات وقطع الطريق على العابثين. "نسيج اجتماعي مترابط" هذا ما أغضب الأعداء، لما تنعم به المملكة من أمن واستقرار وتنمية ورخاء وترابط بين أبناء الوطن ونسيج اجتماعي مترابط يقف مع قيادته في أصعب المواقف والمحن، في ظل أهداف تلك الهجمات إلى السعي نحو تفكك هذا النسيج الاجتماعي وإثارة الفوضى والخلافات والتصعيد المذهبي؛ فلم يجدوا طريقاً للعبث إلى من خلاله، لكنهم لم ولن يستطيعوا بث الفتنة بين المواطنين وإثارة الانقسامات المذهبية في ظل ترابط القيادة والشعب جميعاً صفاً واحداً للوقوف بحزم وقوة ضد أقوال المرجفين. "عمل إجرامي" الأيام أثبتت مدى ترابط أبناء الوطن بمختلف مذاهبهم واختلاف أطيافهم مع قيادتهم ضد الأعداء، ولذا ندرك تماماً بأن تلك الحوادث هدفها اشعال نار الفتنة في البلد الآمن، إلا أن الوعي الشعبي ورسوخ اللحمة الوطنية هي من ستتصدى لتلك الهجمات العرضية الحاقدة، مثل هذا العمل الإجرامي الذي لا يقوم به إلا إنسان قد تجرد من كل القيم الدينية والإنسانية وباع نفسه لأهل الضلال للنيل من أمن الوطن ولحمته الوطنية، وتقويض نسيجه الاجتماعي. إن هذه العمليات الإرهابية لن تزيد شعب المملكة العربية السعودية بمختلف مكوناته وأطيافه؛ إلا ثقة بالله أولاً ثم بولاة أمرنا ورجال أمننا لتعزيز الأمن ودعم الاستقرار، ودعم اللحمة الوطنية والوقوف صفاً واحداً تجاه كل من يحاول زعزعة أمن هذه البلاد المباركة وبث الفرقة بين شعبها الوفي؛ وتماسك أبناء الوطن بالروح الوطنية التي تحلوا بها والمسؤولية الكبيرة التي كانوا أهلاً لها كما عهد عن كل مواطن سعودي مخلص لدينه ولوطنه واستنكارهم وإدانتهم، وتأكيدهم على اللحمة الوطنية في كل حادث عرضي يريد المساس بأمن ومقدرات الوطن.