ثلّة من مطاعم جدّة أصبحت في حالة مُزرية، إذ نشرت صحيفة «المدينة» في غرّة شعبان الحالي تقريراً للأمانة عن رصْد 11 نوعاً من البكتيريا الضارّة فيها، ممّا تُسبّب الأمراض والأعراض المختلفة كآلام البطن والإسهال والغثيان والحُمّى والتقيؤ وغيرها «كثييير»!. حسب التقرير أيضاً: أغلقت الأمانة 2745 محلاً مخالفاً للصحّة خلال الـ 4 أشهر الماضية، وهو رقم عالمي لو علمت عنه موسوعة جينيس للأرقام القياسية لبعثت مندوبها لجدّة على أقرب وأسرع طائرة لتسجيله رسمياً!. باللهجة العاميّة: «ترى يا جماعة جدّة ما تنفع كده»، والمشكلة صارت مزمنة وتحتاج لحلول جذرية، فجدّة أصبحت مدينة كُبرى عالمياً، والأُسْرة في المدن الكُبرى فرضت عليها طريقةُ معيشتِها الأكْلَ من خارج المنزل كثيراً، وبعدد بكتيريا ضارّة هكذا ورقم محلّات مخالفة للصحّة هكذا تكون نسبة إصابة كلّ أعضاء الأُسْرة بالأمراض حتمية وكبيرة للغاية، فضلاً عن كوْن جدّة مدينة تعجّ بالسُيّاح طيلة العام، وقد يأتون إليها سالمين ويغادرونها مُصابين، وهذه الأضرار على السُكّان والسُيّاح تُقدّر اقتصادياً بمئات الملايين من الريالات إن لم يكن بالمليارات، وإغلاقها وحده هو مؤقت، ولا يكفي، فهو علاج للعرض لا للمرض، والمرض في اعتقادي ناتج عن ٣ أمور هي حالة الفوضى التي تسود المطاعم والمحلّات، فالتستّر التجاري فيها من بعض المواطنين على الأجانب ما زال على قدم وساق، بل على قدمين وساقين، والتأهيل المهني الاحترافي للعاملين الأجانب فيها: مفقود.. مفقود.. يا ولدي، مع اعتذاري لنزار قبّاني، وأذكر أنني كتبت في السابق عن مشاهدتي لعامل دهان «زِفْت» لقواعد المباني، من الجنسية البنغلاديشية، يعمل طبّاخاً للمندي والكوزي والسليق في مطعم شهير للمأكولات الشعبية، فهل يُفلِح في طهي الطعام من كانت خلفيته المهنية «زِفْت» وقُطْران؟! فضلاً عن استخدام المطاعم والمحلات للمواد الغذائية الأرخص خصوصاً المستوردة على حساب الجودة!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت إنه مالم يُعالج المرض فسيستفحل، ويستمرّ معه العرض، وقد تصبح المطاعم - لا قدّر الله - مآتم، يدخل إليها الزبائن أحياء على أرجلهم ويخرجون منها أمواتاً.. في كفن!. @T_algashgari algashgari@gmail.com