أطفال وشباب في عمر الزهور، لهم من المواهب والإمكانات ما يجعلهم دائماً على منصة التتويج، بفضل مثابرتهم ومجهوداتهم، التي ذللت بعضاً من العوائق التي واجهتهم، مثل إصابتهم بمرض أو بإعاقة. موهبة فنية خلود أيمن مثال مميز للشابة الطموحة التي تمتلك مواهب فنية في الرسم والأشغال اليدوية، مكنتها من حصد جوائز كبيرة في مكانتها، وقوية في تأثيرها، عمرها الزمني 14 عاماً لكن في عمرها الفني فهي كبيرة بموهبتها. إصابتها بمتلازمة داون لم تفتت عزيمتها في أن تفعل شيئاً مختلفاً وألا تركن لإصابتها، فكان انضمامها لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، لتكون عضوا بمدرسة الوفاء لتنمية القدرات، التي صقلت فيها موهبتها الفنية وطورت منها، بفضل مدرسيها الذين لم يبخلوا عليها وزميلاتها بمجهودهم. صورة زاهية وانطلاقاً من المجهودات الكبيرة التي تقدمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، للاعتناء بمنتسبيها في كافة الإعاقات، كان لابد من الاهتمام بالمشاركة في المسابقات والجوائز التي تعنى بأعمال هؤلاء المعاقين، ولإعطاء صورة زاهية عن واقع مختلف للمعاقين بالدولة، والتأثير الإيجابي الكبير الذين يحدثونه في مجتمعهم، كونهم نموذجاً يحتذى للجميع. مسابقات وجوائز موهبة خلود في الرسم وأعمال الأشغال اليدوية المميزة، جعل من حصدها للجوائز أمراً طبيعياً، توجته بحصولها على جائزة التميز والمركز الثالث في الدورة الرابعة من مسابقة بينالي الشارقة للأطفال 2014 ـــ 2015، كما حصلت على جائزة الشيخة لطيفة بنت محمد لإبداعات الطفولة في العام 2013 ــ2014، والمركز الثالث على مستوى ذوي الإعاقة في مسابقة رسم الكاريكاتير باللغة الانجليزية بعنوان (المراهق والتكنولوجيا). مشاركات دولية كما أن للمسابقات الدولية نصيبا من المشاركات المميزة في قاموسها، حيث شاركت في مسابقة الفنون الخاصة بالسعودية تحت شعار (تراثنا غير)، كما شاركت بالمعرض الفني التونسي، بعمل فني مميز أشاد بها الحاضرون، وفي مسابقة الفن الخاص جداً بمهرجان جمهورية مصر العربية تحت شعار (أزياء بلادي). أعمال مستقبلية وبالتوازي مع هذه الإنجازات فإن عجلة العمل والتطور عند خلود لا تتوقف من التحضير لأعمال جديدة، لتضرب مثلاً في الإصرار والتصميم تعطيه لكل من يبحث عن قدوة، ولعل إعاقتها التي قد يراها البعض عاملاً معوقاً لها، أصبحت معينها الذي لا ينضب من الشعلة والنشاط، بفضل الاهتمام الكبير والدعم الذي لا يتوقف من أسرتها، فضلاً عن معلميها والاختصاصيين الذي يتعاملون معها في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ليقدموا للمجتمع زهرة جديدة في بستان كبير من المواهب التي فقط تحتاج للفرصة والرعاية والاهتمام لكي يصبحوا علامات يشار إليها بفخر واعتزاز، فضلاً عن تأكيد المجتمع بكافة مؤسساته على الأهمية الكبيرة لشريحة مهمة من مجتمعنا وهم ذوو الاحتياجات الخاصة.