بغداد الخليج، وكالات: واصل مقاتلو تنظيم داعش التقدم شرقاً من مدينة الرمادي أمس بعدما اخترقوا الدفاعات العراقية خارج المدينة التي استولى عليها التنظيم في مطلع الأسبوع الماضي، وسط تحذيرات محلية من سيطرة التنظيم على معبر الوليد الحدودي، في وقت تستعد القوات العراقية لانطلاق عملية تحرير مدينة الرمادي خلال أيام، فيما قتل 45 عنصرا من تنظيم داعش، وأصيب 15 آخرون بينهم قياديون عرب وأجانب، في قصف لطائرات التحالف الدولي استهدف مبنى القنصلية التركية بنينوى، بينما تمكنت القوات العراقية من تطهير طريق بري مؤد إلى مصفاة بيجي، أكبر مصفاة نفط في العراق، وأكدت الأمم المتحدة ان 55 ألف شخص فروا من الرمادي في موجة النزوح الثانية، وقال أمير الفهداوي أحد زعماء قوات العشائر الموالية للحكومة في المنطقة : إن المتشددين باتوا الآن على بعد نحو خمسة كيلومترات من بلدة الخالدية المجاورة لقاعدة الحبانية العسكرية حيث تحتشد قوات الأمن وقوات الحشد الشعبي. وأضاف أن قواته تعاني نقصا في السلاح والذخيرة وأنهم طلبوا الخميس تعزيزات. وقال عذال عبيد عضو مجلس محافظة الأنبار إن مئات الأشخاص يلوذون بالفرار مع اقتراب مقاتلي داعش. وقال عبيد إن المسلحين يستغلون انخفاض الروح المعنوية بين قوات الأمن وإن السبيل الوحيد لوقفهم سيكون بنشر المسلحين الشيعة بأعداد كبيرة. وأعلن متحدث رسمي باسم قوات الحشد الشعبي أمس انطلاق عملية تحرير مدينة الرمادي، خلال أيام. وقال أحمد الأسدي إن عملية تحرير الأنبار تتطلب تحضيرات لأنها ليست سهلة. وأضاف ان داعش سيطر على الرمادي وتمكن من السيطرة على بعض الاسلحة والمعدات ونحن الآن نركز على توفير أكبر قدر من الاسلحة الحديثة والمهمة واللازمة لعملية تحرير الانبار. وأكد الاسدي وهو نائب عن حزب الدعوة ان العملية لن تبدأ خلال الساعات المقبلة ولكن خلال أيام. وقال الناطق باسم مقاتلي قبيلة البو فهد سعدون الشيحان أمس ان القوات العراقية وبدعم من رجال العشائر اعتقلت 4 من مقاتلي داعش شرقي الرمادي، مشيراً إلى أن اثنين من المعتقلين يحملان الجنسية الأفغانية وان الاثنين الآخرين عراقيان و تم التحقيق معهم لأنتزاع المعلومات التي تهم القوات الأمنية. وقام وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي يوم أمس بجولة ميدانية إلى قاعدة الحبانية وقضاء الخالدية و عامريه الفلوجة وخطوط الصد الأمامية في قاطع محافظه الأنبار للاطلاع على الواقع الأمني وتهيئة قطعات الجيش وقوى الأمن الداخلي والحشد الشعبي لتنفيذ المهام الموكلة إليهم لضرب عصابات داعش الإرهابية في المحافظة. من جهة أخرى، قالت الأمم المتحدة أمس ان نحو 55 ألف شخص فروا من مدينة الرمادي منذ هجوم داعش في منتصف مايو/أيار الجاري وأدى إلى سيطرته عليها. وقال ادريان ادواردز المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إن نحو 128 ألف شخص فروا من الرمادي منذ مطلع ابريل/نيسان. وقال للصحفيين وبعد ذلك فر نحو 55 ألف شخص منذ الموجة الثانية من أعمال العنف مطلع هذا الشهر. وأضاف ان نحو 90 في المئة من الذين فروا منذ بدأ تنظيم داعش هجومه، بقوا في محافظة الانبار. وأعلنت مصادر عسكرية عراقية ان عمليات بغداد سمحت بعبور نحو 1500 عائلة نازحة الى العاصمة بغداد بشرط وجود كفيل. وكانت مصادر محلية ذكرت امس ان قرابة 10 آلاف عائلة نزحت من جميع مناطق الرمادي نتيجة تمدد سيطرة تنظيم داعش إلى مناطق في المحافظة. وفي السياق، تحدث قائد عمليات الجزيرة والبادية اللواء الركن ناصر الغنام، عن إحباط هجوم عنيف لتنظيم داعش غربي الأنبار. وحذر رئيس مجلس ناحية بروانة في محافظة الأنبار طه الراوي من تحشيد تنظيم داعش لعناصره استعداداً للهجوم على قضاء حديثة غربي الرمادي. وقالت رئيسة لجنة المنافذ الحدودية في مجلس محافظة الأنبار سعاد جاسم، إن القوات الأمنية تسيطر على منفذ الوليد الحدودي بين العراق وسوريا، لكنها غير كافية لحماية المنفذ، مطالبة الحكومة المركزية بإرسال تعزيزات عسكرية إلى المنفذ لحمايته والموظفين والعاملين فيه. وذكر المسؤول الإعلامي في الاتحاد الوطني الكردستاني غياث السورشي في تصريح لراديو سوا أن المسلحين اتخذوا من القنصلية مقرا لهم، مشيراً إلى أن طائرات التحالف استهدفت أيضا مقرات أخرى لداعش في مناطق أخرى من الموصل، ما أسفر عن مقتل نحو 45 وإصابة آخرين من التنظيم. وأعلن مسؤول حكومي ان نصف منطقة سنجار الايزيدية تحت سيطرة مسلحي داعش فيما تستعد قوات البيشمركة لتحريرها. في غضون ذلك قال الجيش الأمريكي إن القوات العراقية التي تقاتل تنظيم داعش تمكنت من تطهير طريق بري مؤد الى مصفاة بيجي، أكبر مصفاة نفط في العراق. وجاء في بيان للجيش الامريكي ان قوات الأمن العراقية والشرطة الفيدرالية تدعمها قوات التحالف نجحت في تطهير طريق بري والسيطرة عليه. وأضاف انه تجرى حاليا عمليات تعزيز وإعادة امداد قوات الأمن العراقية في محيط المصفاة.