تستعد القوات العراقية بمساندة الحشد الشعبي والعشائر لهجوم مضاد خلال أيام لتحرير مدينة الرمادي من قبضة داعش، فيما اقتحم التنظيم خطوط الدفاع والصد في منطقة حصيبة الشرقية، تزامناً مع نزوح عشرة آلاف عائلة عن المدينة، وسط تقدم في محور مصفى بيجي، في وقت فتحت الحكومة تحقيقاً في سقوط الرمادي والتأكيد بأن العاصمة بغداد آمنة من خطر التنظيم الإرهابي. وأعلن ناطق باسم قوات الحشد الشعبي التي تقاتل الى جانب القوات الحكومية العراقية أمس، انطلاق عملية تحرير مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الانبار خلال أيام. وقال احمد الاسدي ان عملية تحرير الانبار تتطلب تحضيرات لانها ليست سهلة. وأضاف ان داعش سيطر على الرمادي وتمكن من السيطرة على بعض الاسلحة والمعدات ونحن الان نركز على توفير اكبر قدر من الاسلحة الحديثة والمهمة واللازمة لعملية تحرير الانبار. وأكد الاسدي وهو نائب عن حزب الدعوة ان العملية لن تبدأ خلال الساعات القادمة ولكن خلال ايام. واضاف: ستكون عملية واسعة يشارك فيها عشرات آلاف المقاتلين من القوات الامنية والحشد الشعبي. وأوضح ان الاستعدادات جارية لتهيئة كل مقدمات الدخول في العملية، واندفعت افواج من الحشد الشعبي الى خط التماس المباشر مع العدو لتأمين خطوط صد لمنع داعش من التمدد لمناطق اخرى كمرحلة اولى. وتابع: تجري استعدادات لاقتحام وتحرير المناطق التي يسيطر عليها داعش بالتنسيق مع الجيش وطيران الجيش والشرطة الاتحادية وكل القوى المشاركة في العملية. وكان القائد العشائري الميداني محمد نجيب الفهداوي أكد أن التنظيم سيطر أمس على منطقة حصيبة الشرقية شرق الرمادي. وقال الفهداوي إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين التنظيم والقوات الامنية المسنودة من العشائر لدى محاولة التنظيم والسيطرة على منطقة حصيبة الشرقية الواقعة غرب الخالدية، شرق الرمادي. وأضاف الفهداوي ان داعش توجه الى قضاء الخالدية، والذي يعد آخر معقل القوات الأمنية في مدينة الرمادي، مبينا ان التنظيم قام عشية سيطرته على حصيبة بقصف الخالدية بقذائف الهاون تمهيدا لشن هجوم عليها. وإثر ذلك، أعلن قائد شرطة الانبار الجديد هادي رزيج ان حملة أمنية كبيرة ستنطلق في الساعات المقبلة لتحرير مناطق شرق الرمادي. وقال رزيج، في أول تصريح له بعد تسلمه قيادة الشرطة، إن قوة مشتركة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي ستنفذ حملة أمنية كبرى لتحرير الجزء الشرقي من الرمادي. وأضاف: سنعمل على وضع خطة استراتيجية جديدة وفق تحركات داعش دون الإبقاء على الخطط العسكرية التقليدية. نزوح الآلاف وإثر المعارك وتمدد داعش، أعلنت مصادر محلية بالأنبار ان قرابة 10 آلاف عائلة نزحت من جميع مناطق الرمادي. وقالت المصادر إن الحصيلة النهائية للعوائل التي تركت ديارها في جميع مناطق الرمادي ارتفعت الى أكثر من 10 آلاف عائلة نازحة نتيجة سيطرة داعش على مناطق جديدة شرقي الرمادي كمناطق حصيبة الشرقية والمضيق فضلاً عن تهديدهم لقضاء الخالدية بالسيطرة عليه ما جعل آلاف من العوائل تترك ديارها. وأضافت ان غالبية تلك العوائل توجهت الى بغداد عبر منفذ بزيبز الواقع على الحدود الفاصلة ما بين الانبار وبغداد. تحقيق بالسقوط في غضون ذلك، وافق القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي على فتح تحقيق بسقوط مدينة الرمادي بيد تنظيم داعش، يتضمن إحالة المقصرين من القيادات الامنية الى المحاكم العسكرية. وأفاد عضو مجلس محافظة الانبار عيد عماش بأن التحقيق سيناط بلجنة يشارك بها أعضاء من مجلسي النواب ومجلس محافظة الانبار وضباط من وزارتي الدفاع والداخلية. وبين ان اللجنة ستقدم تقريرها خلال مدة لا تتجاوز الشهر، وسيتم على إثرها تقديم المتسببين بسقوط مدينة الرمادي بيد تنظيم داعش الارهابي الى المحاكم العسكرية بتهمة الخيانة العظمى. اعتقاد خاطئ أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن القوات العراقية انسحبت من الرمادي لأنها اعتقدت، خاطئة، أن العاصفة الرملية التي ضربت المنطقة يومها قد تحول دون حصولها على دعم جوي أميركي.