كتبت - سحر معن: أكدت مواطنات ومقيمات ضرورة أن تقوم الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة في الدولة بتوفير حضانات لأطفال الموظفات، قائلات إن ذلك سيحقق التوازن النفسي والعاطفي للأمهات العاملات ويزيد من إنتاجيتهن، خصوصا في ظل قلة عدد الحضانات بالدولة. وأشرن إلى أن الأم العاملة تحتاج في مكان عملها لوجود حضانة تترك فيها طفلها خلال أوقات الدوام ليكون قريبا منها ما يحقق لها راحة نفسية ويحفزها على بذل كل الجهود والتفاني في العمل وبالتالي زيادة الإنتاجية. وأكدن لـ الراية أن ذلك سيقضي على ظاهرة تغيب الأمهات وخروجهن قبل انتهاء الدوام بحجة أن لديهن أطفالا في الحضانات سيذهبن لإحضارهم، وكذلك توفير الراحة النفسية للطفل؛ إذ سيحظى في هذه الحالة بالرضاعة الطبيعية والإشراف المباشر من قبل الأم أثناء فترات العمل. وتعاني كثير من النساء العاملات الأمَرين ويبقين مشتتات بين هموم العمل ورعاية الأطفال، فلا هن قادرات على التركيز في العمل وإهمال الأطفال، ولا الظروف تسمح لأغلبهن بترك العمل والجلوس في البيت لرعاية الأطفال. أحلام الحميدي: موظفات يتركن العمل لإحضار الأبناء طالبت أحلام الحميدي (مهندسة بترول)، الجهات الحكومية والخاصة والمؤسسات التعليمية بالعمل على تخصيص أماكن لأطفال النساء العاملات، وذلك لإبقاء الأطفال قريبين من أمهاتهم طوال الوقت وذلك للصعوبات التي تكابدها المرأة العاملة في حال وجود طفل لديها. وأشارت إلى أن إلحاق الأطفال بدور حضانة بعيدة عن أماكن العمل يؤثر على تركيز المرأة ويجعلها دائما متعلقة بابنها. وقالت: أحيانا ينتهي دوام الحضانات وبالتالي تضطر الأم العاملة لترك العمل قبل انتهاء الوقت الرسمي لإحضار ابنها، ما يسبب لها بعض المصاعب، لذلك فإن الحل الأمثل هو أن يكون لدى الجهات الحكومية حضانات لأطفال الموظفات. فدوى أحمد: مطلوب توفير حضانات لأبناء الموظفات تشير فدوى أحمد، ممرضة إلى أن وجود حضانات بأماكن العمل يعد مطلباً ملحا، سواء في المدارس أو الجامعات والجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة. وقالت: على كل الجهات توفير حضانات لأبناء الموظفات مقابل مبالغ رمزية لضمان أمان وراحة أطفالهن، إلى جانب تعلميهم واختلاطهم بالعديد من الأشخاص الذين يتعلمون منهم روح التنافس الشريف. مضيفة أن هذا الأمر يعد حلا مقنعاً للمرأة العاملة، وذلك لما نراه الآن من عدم ثقة بالخادمات، إلى جانب المشاكل التي تحدث جراء وجود الأبناء معهن طوال اليوم، كذلك ليتعلم الطفل منذ صغره على التنظيم والترتيب، خصوصاً في مرحلة الروضة. الاعتماد الكامل على الخادمة خطر أشارت أم عبدالله، وهي معلمة، إلى أن وجود الخادمة في المنزل مع الطفل بات يشكل خطراً كبيراً عليه، في ظل ما تتناقله العديد من وسائل الإعلام المختلفة بين الحين والآخر عن جرائم بعض الخادمات التي ترتكب بحق الأطفال، مضيفة أن ظروف عملها جعلتها تترك طفلها الوحيد مع الخادمة في المنزل، ومع ذلك فهي تخرج من عملها باكراً في كثير من الأحيان، إلى جانب غيابها المتكرر عن العمل؛ من أجل الاطمئنان على ابنها، مبينة أن ذلك سبب لها العديد من المشكلات في مكان عملها، ما قد يعجل بالاستغناء عنها في أي لحظة. لولوة المريخي: بُعدُ ابنتي يصيبني بالتوتر تقول السيدة لولوة المريخي، وهي طبيبة أسنان، إنها لم تستطع إلحاق طفلتها بدار حضانة لعدم وجود دور قريبة من المنطقة التي تسكن فيها والمكان الذي تعمل فيه، مضيفة أنها استقدمت خادمة تهتم بها حال خروجها إلى العمل، لافتة إلى أنها في فترة مكوثها في العمل تبقى متوترة وتتصل كل وقت بالخادمة لتطمئن على ابنتها، ولا تعلم إن كان ما تقوله لها صحيحاً أم لا. مبينة أن هذا الأمر قد يؤثر على إنتاجية المرأة في العمل، موضحة أنها لم تجد حلا مناسباً لمشكلتها، مطالبة مختلف الجهات الحكومية والخاصة بإقامة دور حضانة تضع فيها الأمهات الموظفات أبناءهن لحين انتهاء الدوام. ليما عضيبات: يحفز الأم على العمل تقول ليما عضيبات "موظفة": أصبح فتح المجال لعمل المرأة ضرورة ملحة لا غنى عنها، وأصبح العديد من النساء يبحثن عن فرص وظيفية لإعانة أزواجهن في ظل الظروف المعيشية الصعبة، بيد أن المشكلة الحقيقية تنشأ عندما تتاح الفرصة للمرأة لتعمل في منشأة لا تتوفر فيها أماكن خاصة بحضانة الأطفال ورعايتهم، الأمر الذي يضطر العديد منهن إلى ترك الطفل بالمنزل في يد الخادمة أو برفقة إخوته؛ ما يؤثر على نفسية الأم وطفلها بشكل سلبي. وقالت إنه لو التحق الأطفال بأمهاتهم في أماكن عملهن لحين خروج الأم، وبمبلغ رمزي تتقاضاه تلك الحضانة، لكان أكثر أمانًا للأم وللطفل، بل وستجد الأم الراحة النفسية ويحفزها ذلك على التفاني في العمل، وتستطيع بين الحين والآخر أن تطمئن على طفلها، مشدّدة على أهمية اختيار العاملات في تلك الدور ليكنّ أكثر أمانًا وصحة. هنادي إبراهيم: دعم المرأة العاملة يزيد الإنتاج طالبت هنادي إبراهيم، طبيبة، بإقامة حضانات أطفال في كل جهة أو منشأة تعمل فيها المرأة، على أن تتبنّى جهة عملها إنشاء هذه الحضانات، ومن ثم يتم فرض رسوم ماليّة بشكل رمزي تدفعها الأم التي لديها طفل واحد أو أكثر في حال رغبت في وضعهم في الحضانة، مشيرة إلى أن ذلك سيُمكن الأم من الاطمئنان عليهم بين فترة وأخرى وإرضاعهم بشكل طبيعي، الأمر الذي سينعكس عليها بشكل إيجابي ويؤدّي إلى زيادة إنتاجها في العمل. مشدّدة على ضرورة أن تحتوي تلك الحضانات على كافة سبل الراحة والترفيه للأطفال، وأن يعمل فيها مربيات مؤهلات ومتخصصات في رعاية الأطفال. د. مجدي محفوظ: تحقق الاستقرار النفسي للأمهات أكد د. مجدي عاطف محفوظ، أستاذ الخدمة الاجتماعية بجامعه قطر، أهميه وجود دور حضانة داخل أماكن العمل، قائلا إنه أمر في غاية الأهمية ويحقق جملة من الفوائد، من بينها الاستقرار النفسي للأم أثناء العمل لشعورها بالأمان على طفلها، وتركيزها في العمل ما يؤدي لزيادة الإنتاجية، وتوفير الرعاية المتكاملة للأطفال عن طريق العاملين بالحضانات وسرعة الاتصال بالأم عند حدوث مشكلات طارئة للأطفال داخل الحضانة وأيضا سهولة الإرضاع الطبيعي للأطفال لأن الحضانة داخل العمل. وأضاف: من الأمور الجوهرية لصحة الطفل النفسية أن تعطيه الأم وقتاً طويلاً، وتمنحه الكثير من اهتمامها في السنوات الأولى من حياته، موضحا أن غياب المرأة ساعات طويلة خارج المنزل قد يؤثر بشكل سلبي على أطفالها، للحاجات النفسية التي يشعر بها ولا يمكن أشباعه إلا بواسطة الأم، سواء من حنان أو عطف أو احتواء أو شعور بالأمان. وبين أن الطفل الذي تغيب عنه والدته كثيراً وتهمله يكون عنده دائما شعور بالخوف والخجل والانطواء، وهذا بدوره يؤثر في علاقة الطفل بالأطفال الآخرين وبالمجتمع بشكل عام وعلى تكوينه النفسي والاجتماعي، لافتا إلى أن هناك فجوة تكون بين الأم العاملة وأطفالها؛ بسبب خروجها للعمل فترة من الوقت، مؤكدا أن مشاركة أطفالها لمختلف نشاطاتهم وهواياتهم وتلبية رغباتهم وإعطائهم كثير من الحب والحنان والرعاية، قد تزيح تلك الفجوة. وتابع سيعمل على المساهمة في تعزيز دور النساء ومشاركتهن في سوق العمل، إضافة إلى تعزيز حقوق الطفل؛ من خلال ضمان توفير بيئة آمنة له أثناء وجوده بالقرب من الأم، ولضمان استمرارية عمل المرأة لحين حصولها على راتب التقاعد، وتعزيز إنتاجيتها؛ نتيجة اطمئنانها على أطفالها والبيئة الموجودين فيها. هند إبراهيم: الإهمال يؤثر على نفسية الأطفال أكدت الاختصاصية النفسية هند إبراهيم أن الرعاية التي يتلقاها الطفل تؤثر سلباً أو إيجاباً في حياته، موضحة أن للأسرة دورا كبيرا في التربية وزرع القيم والمبادئ في نفس الطفل، مضيفة أن عدم اهتمام الوالدين بأطفالهما قد ينتج عنه العديد من المشكلات في المستقبل، لافتة إلى أن غياب الوالدين عن المنزل طوال اليوم أو عدم التواجد فيه بشكل كاف يؤدي إلى إكساب الطفل سلوكاً سلبياً، مقارنة مع الأطفال الذين يقضون وقتاً كافياً مع آبائهم وأمهاتهم. وبينت أن الأم العاملة قد تتخلى عن عملها لتتفرغ لتربية الطفل وحضانته، مشيرة إلى أن ذلك قد يؤثر على دخل الأسرة، خاصة إذا كان دخل رب الأسرة لا يفي بالغرض. وقالت إنه قد ينعكس ترك الأم للعمل على صحة الطفل بشكل إيجابي، حيث تهتم بغذائه وملبسه ونظافته، موضحة أن وجود الطفل قريباً من أمه في مقر عملها أو في مكان آمن بالقرب منها يشعره بالأمان ويجعله يكتسب السلوكيات الحسنة، كما أن الأم تطمئن في هذه الحالة على طفلها وتنجز عملها وهي هادئة دون تفكير في حال الطفل وماذا يحدث له. وأضافت أن بعض الأمهات قد يقصرن في عملهن نتيجة وجود الطفل بجانبهن، فقد تترك العمل وتضطر أن تطمئن على الطفل؛ مما يؤثر سلباً على إنتاجيتها في العمل، موضحة أن دور الحضانة تعود الطفل على الجرأة والتصرف بمفرده في المواقف، واكتساب أصدقاء جدد، وتكوين علاقات اجتماعية متعددة، مشيرة إلى أن الطفل الذي يجلس في المنزل يتعود على الخجل والحياء ويخاف من مواجهة الغير ولا يكتسب مزيداً من العلاقات الاجتماعية.