أبها علي فايع دان عديد من المثقفين السـعوديين، عـبر شـبكات التواصل الاجتماعي، تفجير القديح، مشددين على أن هذا العمل خيانة وطنية، ومحاولة فاشلة لشق الصف الواحد. واعتبر الدكتور علي الرباعي، هذا العمل إجرامياً، وقال: «أدين هذا العمل الإجرامي، ونواسي إخوتنا في مصابهم، وندعو بالمغفرة لمن اختاره الله، والشفاء للمصابين، ولا ريب أن هناك أياديَ خفيّة وأيادي ظاهرة تستهدف الوحدة الوطنية، وتسعى جاهدة لزرع بذور الفتنة وإثارة الضغائن بين المواطنين». تطاول على الوطن وشدد الرباعي على أن التطاول على القديح، تطاول على الوطن بأجمعه، وجناية على كل مسالم على وجه هذه الأرض، موضحاً أن مثل هذه الأفعال ناجمة عن شحن وتعبئة من أطراف لا تخفى على العقلاء مكائدهم وتنظيراتهم المجرمة والمتشنجة، مشيراً إلى المنفذ أداة في يد متعالم أو حاقد يظن أنه مبلغ عن الله، وحاشا لله أن يكون الله ورسوله والصالحون والمصلحون ممن يسوغون هذا الفعل الآثم. وتابع قائلاً: «دون شك، أن قيادتنا ستطال بقدراتها من خطّط ومن رتّب، كونهم أخطر ممن نفذ، ونثق أن إخوتنا في القطيف يعون جيداً دوافع هذا الإجرام، ولهم قدرة على التمييز بين المواطنين المنتمين للوطن والدخلاء والعملاء المجندين للنيل من وطننا وشق عصا وحدتنا، ولكن الله لا يُصلح عمل المفسدين». دمعة واحدة وعد الشاعر والإعلامي مفرح الشقيقي ما حدث جُرماً وإرهاباً وقبحاً يحاول أن يشوّه وجه الوطن، لكنه لن يصل مراده. وأضاف: «نحن متعايشون وسنظل، ونراهن على الصادقين العقلاء الشرفاء، ولا نشاطر إخوتنا في القطيف حزنهم بل يشاطرنا العالم حزننا معاً لأن الجرح واحد والألم واحد والدمعة واحدة». كما اعتبر ما حدث جزءاً لا يتجزأ من منظومة الإرهاب التي تُحاول تمزيق الوطن، ومواجهته كأي حدث إرهابي سيكون بالصرامة ذاتها أمناً وفكراً. معاناة ممتدة فيما رأى الكاتب والأديب إبراهيم طالع الألمعي، أن الحديث عن هذا العمل اﻵن سيكون غالباً ردة فعل إنسانية وطنية أمام جريمة ﻻ يرتكبها أحد من أهل اﻷديان وﻻ من ذوي اﻹنسانية. وقال: لن نكون موضوعيين؛ ﻷن الحديث عن اﻷسباب الحقيقية يأتي في وقت غير هذه اﻷوقات الحرجة التي نمر فيها، ولن يشكل لنا جديداً بعد أن عانت جزيرتنا قرونا كثيرة من فقر الوطن والوطنية وسألمح إلماحاً هنا بجوهر ما يحدث في وطننا وفي محيطه.. إنه جوهر ركوب الفهم اﻷحادي للدين منذ عقود، ركبناه هنا، ونظر له مرتزقة من خارجنا، نهلو من رزق هذا الوطن ومقدراته، حتى خرجوا بنتيجة أن الفقه اﻷحادي الذي ينظر إلى الدين على أنه تحريم الحياة، وإخضاعها بسياستها وفنونها وطرائق معتقداتها وأشكالها وعيشها لذلك المنظور العجيب الذي جعلنا نحسد الهندوس وشعوب المايا واللادينيين على احترامهم حياة البشر ومعتقداتهم وستجد أن ردود اﻷفعال لدينا على هذا الحادث وسواه ثابتة على ما كنا عليه من أن هذا سني أراد الجنة بمقتل المصلين في مسجد علي بن أبي طالب عليه السلام، ويخطئونني بالسلام عليه، أو أنه رافضي أراد تنفيذ عمليته ترسيخا للمظلومية الزائفة التي استخدمها ساسة يدعون التشيع لتطويع الدهماء والعامة ﻹراداتهم المصلحية وستجد أننا لم نزل نعتمد في مرجعياتنا الدينية على نفس التيار اﻷمي الرافض لغير ما يراه، والذي أسس دون شك لما نراه اليوم باسم حقيقة الدين.. ولن نستطيع اتخاذ قرار مشروع فقهي سياسي يفتح المجال لجعل الدين بين العباد وربهم، والحياة كما أرادها خالقها. جرح الوطن أما الدكتور عبدالله حامد، فقال: «لعنة الله على من قتل الآمنين في القطيف فجرح القطيف هو جرح الوطن كله، ومحاولة الباغين الظالمين الآثمين ستنكسر أمام وطن واحد، يعتز ويؤمن بوحدته الجرم بشع بجميع التعابير، لكن هدفه لن يتحقق بحول الله».