طال انتظار أهالي محافظة القنفذة والقرى والهجر والمراكز التابعة لها للمطار الاقتصادي المزمع إنشاؤه منذ 4 سنوات، حسب تصريح رئيس هيئة الطيران المدني السابق في فبراير 2011م، فيما تصاعدت شكاوى المرضى المرتبطين بمواعيد في المستشفيات التخصصية بالعاصمة الرياض نظرا لاحتياج حالاتهم إلى مراجعات مستمرة ومتابعة دقيقة ما يكبدهم مشاق السفر عن طريق البر ويعرض حياتهم للخطر. ويوضح الأهالي أن تكلفة مشروع المطار المزعوم اعتمدت في ميزانية العام المالي 1431/1432هـ، حسب تصريحات الإعلام والمسؤولين، مشيرين إلى أن الهيئة ذكرت في بيان سابق أنها أكملت إعداد التصاميم الأولية لجيل المطارات الاقتصادية التي تمتاز بتكلفة إنشائية منخفضة لخدمة بعض المناطق ذات الكثافة السكانية القليلة ومنها القنفذة. وقدرت الدراسات السابقة لمشروع مطار القنفذة المساحة المتوقعة للمطار بنحو 21 كيلو مترا مربعا، حيث يضم مدرجا واحدا طوله 3 آلاف متر لديه القدرة على استقبال واستيعاب الطائرات ذات الأحجام المتوسطة والصغيرة المتوقع استخدامها في مثل هذه المطارات، مثل طائرات البوينج 737 والآيرباص 320 MD90 وتصل سعة بعضها إلى 180 مقعدا في الرحلة الواحدة. وقد توجه في وقت سابق وفد الى محافظ القنفذة فضا البقمي لمواجهته عن طول الانتظار والتسويف والى اين وصل مطارهم الذي طال انتظاره، حيث أوضح محمد عبدالرحيم أنه يعاني من مشقة السفر والمراجعات بسبب طفله في الثامنة من عمره والمصاب بهشاشة العظام وهذه الحالة تتطلب مراجعة تخصصي الرياض بين الحين والآخر، وعدم وجود مطار دفعه إلى السفر برا ما زاد من معاناة ابنه المريض، كما أكد عدد من المشرفين التربويين أنهم يكابدون وعثاء السفر إلى العاصمة الرياض أثناء دوراتهم التدريبية بالوزارة، لافتين إلى أن وجود مطار بالقنفذة سيخفف معاناة الأهالي ويوفر الجهد والوقت. يشاطرهم الرأي كل من يحيى خضر المتحمي واحمد الخيري ومحمد مغربي وعبدالرحمن حلواني، أعضاء لجنة التنشيط السياحي بالقنفذة، مؤكدين أن وجود مطار أصبح ضرورة ملحة من أجل استقطاب رجال الأعمال وتنشيط السياحة بالمحافظة وجلب الكثير من المشاريع الحيوية والهامة. وتحدث رئيس هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سابقا عبدالرحيم محمد المتحمي، وعلي ابراهيم الكناني من اعيان محافظة القنفذة وعيدروس باوهاب مدير بريد القنفذة سابقا، وعبدالرحمن باوهاب ورجال الاعمال محمد سعيد الخلف وعبده باوهاب وحسن الحازمي عن اهمية مطار القنفذة في التخفيف من الحوادث المرورية التي يشهدها الطريق الساحلي الدولي مكة المكرمة / القنفذة / جازان. وتحدث كل من شيوخ القبائل حمزة الجدعاني شيخ قبائل زبيد لومة بمركز المظيلف، ومحمد حسين بيطلي شيخ قبائل الحسنة وبني يعلا بمركز القوز، والعمدة مسوى المنتشري عمدة حي الخالدية عن أهمية وجود مطار يخدم محافظة القنفذة والمراكز التابعة لها بالإضافة إلى المناطق والمحافظات المجاورة ما يساهم بشكل كبير في تخفيف الضغظ على الطريق الساحلي الدولي، والتقليل من الحوادث المرورية المميتة في ظل كثافة سكانية عالية، حيث تعبر اكثر من 2000 شاحنة يوميا محملة بالوقود لتغذية محطة كهرباء تهامة ومحطة تحلية المياه بالقنفذة. من جهته أوضح لـ «عكاظ» رئيس بلدية المظيلف المهندس عمر الزهراني أن اللجنة المشكلة من البلدية والإمارة وهيئة الطيران المدني والأمانة والأرصاد وافقت على الموقع المقترح والذي يقع شمال محافظة القنفذة على ساحل البحر الأحمر وحسب الشروط والمساحة المحددة التي تم تحديدها من قبل هيئة الطيران المدني وتم الانتهاء من الرسومات والمخططات المساحية والرفع بها، ولكن لم يستلم مندوب هيئة الطيران المدني صك الأرض المقترح لإقامة هذا المشروع الهام والحيوي، علما بأن البلدية والأمانة لن تتدخرا أي جهد في التعاون مع هيئة الطيران المدني في الحصول على هذه الأرض من أجل مشروع المطار. في المقابل أيد محافظ القنفذة فضا بن بين البقمي مطالب الأهالي، لافتا إلى معاناتهم المستمرة من غياب التنفيذ نظرا لبعد المسافة بين المحافظة والعاصمة الرياض وبقية المناطق التي تتطلب طبيعة أعمالهم وظروفهم الصحية والاجتماعية التنقل بصفة دائمة لها وان اقرب مطار الى المحافظة مطار جدة الدولي وهذا يبعد عن القنفذة مسافة 800 كم ذهابا وإيابا. وأضاف البقمي أن إطلاق مطار القنفذة سيحدث نقلة نوعية في تنمية المحافظة والمحافظات المجاورة، الأمر الذي ينعكس إيجابا على تلبية احتياجات المواطنين ويخدم حركة النمو الاقتصادي في مناطق الشريط الساحلي المطلة على البحر الأحمر بشكل مباشر، وتوفير فرص عمل لأبناء المحافظة ويقود صناعة السياحة ويجلب المشاريع الاستثمارية المنتظرة.