×
محافظة المنطقة الشرقية

شاشة إل جي عملاقة تنجذب للحائط عبر المغناطيس

صورة الخبر

صادف الخميس 21 مايو اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، ولفت انتباهي دقة المسمّى والمصطلح، فهو ليس ذكرى من أجل التنوع الثقافي فحسب، وإنما ذاك الذي يقود بالضرورة إلى الحوار والتنمية، لما لهذين الفعلين من أثر كبير في ازدهار المجتمعات ورقيّها وارتقائها واستقرارها. ويتجلى هذا المنظور فيما نفتقده في عالمنا العربي من حوار وتنمية على الرغم من التنوع الثقافي القطري والإقليمي. ولكن ما يحدث العكس بربيعه الخريفي، إذ إن المناطق الملتهبة بالنزاعات والحروب الأهلية والجماعات الإرهابية والمتطرفة تقوم أساساً على التوظيف السيء والعبثي والاستغلالي للتنوع الثقافي. وفي ظل غياب العقل المتنور المؤثر والمتأثر حيث يظنّ كل منازع أنه المنقذ والمخلّص والحامي من الأشرار والعالم الغربي من ورائهم، وبمقابل هذا الوضع المتردي والمنهار لأحد ركائز الحوار الحضاري المنبعث من الشرق، فإن الحاجة ملحة إلى وجود بيئة تسمح بالحوار. وفي خضم هذا التهديد المخيف للعقل العربي، وازدياد معدلات الأميّة، وتُحوّله إلى عقل غوغائي منقاد لا يحكمه المنطق والعلم، فإن الدول العربية المستقرة التي تحقّق معدلات تنموية عالمية وتتمتع بحراك إنساني ثقافي وإقليمي ودولي ستقوم بدور استراتيجي في هذه المرحلة من تاريخ الأمة، وذلك لقدرتها على سد الثغرة المرعبة التي تتسع بين الإسلام والعرب من جهة والعالم من جهة أخرى. الامارات بما تتمتع به من انفتاح اقتصادي وثقافي واجتماعي وتعليمي، وقدرة تأثيرية فائقة على الصعيد الثقافي والسياحي التفاعلي الإقليمي والعالمي يؤهلها بأن تكون أحد اللاعبين الرئيسيين إن لم تكن الوحيدة القادرة على ردم هذه الثغرة التي تتسع مع فوضى وتأثيرات ما يسمى الربيع العربي. ويعزّز دورها مصداقية دبلوماسيتها الفاعلة تجاه القضايا العربية ودورها الإنساني البارز والمتقدم بتحمل مسؤوليتها الاجتماعية الدولية بدعم الشعوب المنكوبة بالكوارث الطبيعية والحروب والنزاعات أينما وأياً كانت هذه الشعوب، وكذلك وفائها بتعهداتها التنموية والتمويلية الدولية تجاه المنظمات الخيرية والإنسانية العالمية. كما يعزز ذلك ما تتمتع به دولة الإمارات ببنية ثقافية واقتصادية واجتماعية ومدنية تعزز دورها القيادي في هذا المجال، إذ يقوم الملايين من السياح والزوار بزيارتها سنويا، أو يعبرون مطاراتها الحديثة كمحطة للتوقف يتعرفون خلالها على نموذج التطور الحضاري العربي في البناء والمعاملة والتفاعل، الأمر الذي يعيد ترتيب عقل الزائر ويفكك النمطية لدى من أصابهم التشويه واللبس والالتباس. ويعمق هذا الدور الريادي للإمارات أن على أرضها يتعايش ما يزيد على 200 جنسية بأمن وسلام، حيث يعملون ويقومون بتحويل مليارات الدولارات سنوياً دعماً لبلدانهم وأسرهم. وفي زمن تتهدّد فيه الثقافات وتُنهب المتاحف وتُدمّر الآثار في بلدانها، تنطلق مشاريع ثقافية رائدة وطموحة تواكب الاتجاه الثقافي العالمي وتؤصّل الحوار بين الشعوب، ومنها التوأمة مع المتاحف العالمية مثل اللوفر أبوظبي، وغوغنهايم أبوظبي، ومتاحف رائدة مثل متحف زايد الوطني في أبوظبي، ومتحف الاتحاد في دبي وغيرها. وترسّخت مكانة الإمارات كمركز إقليمي للمحافل الحوارية والمؤتمرات التنموية العالمية التي تستقطب المفكرين والمشاهير والعلماء والفنانين والأدباء والمبدعين والمبتكرين والإعلاميين المؤثرين، وكذلك كملتقى لفروع كبرى الجامعات والأكاديميات والمعاهد ومراكز البحث العلمي. وتستضيف 98% من العلامات التجارية العالمية، وتتمتع الإمارات بقائمة لا تهدأ من الفعاليات والمهرجانات الترفيهية والرياضية والعائلية التي تعتبر الشريان الحيوي الذي يعمق هذا التفاعل الحواري الثقافي المتنوع الداعم للتنمية بكافة أشكالها. ومن هنا يمكن القول إن نهج التفاعل والتسامح والحوار والعطاء وسيادة القانون والانفتاح والتنوير والتمسك بالقيم والهوية واعتماد منهجيات التعليم الذي تعزز الحوار وتنبذ الإقصاء، هي جميعها محركات تنسج المجتمع وتقود إلى الحوار وتحصّن العقل العربي من التبعية للفكر الظلامي وتعمل على نزع الصدأ عنه ليكون ناقدا مفكراً متنوراً، والدول الحديثة وفي مقدمتها الإمارات هي القوة الناعمة لتحقيق ذلك.