دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي روسيا أمس إلى لعب دور أكبر في محاربة تنظيم داعش وذلك خلال لقاء مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف في موسكو، يأتي هذا فيما قال الجنرال الأمريكي المتقاعد، مارك هارتلنغ، الخبير العسكري والأمني: إن القوات العراقية ليست بحاجة لدعم إيراني أو كردي في المعارك ضد داعش، معلقًا على مشهد فرار القوات العراقية من الرمادي بالقول: إن الاستعدادات جارية لهجوم مضاد يبدل الوضع قريبًا، وقال هارتلنغ الذي قاتل في العراق لسنوات، في مقابلة تلفزيونية، ردًا على سؤال حول وضع الجيش العراقي بالأنبار: «هناك مشكلة كبيرة في الجيش العراقي الذي يواصل القتال منذ عشرة أعوام دون انقطاع في تلك المناطق»، وتابع بالقول: «القوات العراقية لم تستلم في الرمادي، وإنما كانت تواجه بعض المشكلات في المنطقة منذ فترة طويلة، وهي اليوم تتلقى تعزيزات وبالتالي نتوقع قيامها بهجوم مضاد يبدل الوضع خلال الأيام المقبلة»، وردًا على سؤال حول ما إذا كانت معارك الأنبار تقدم دليل على عجز الجيش العراقي عن تحقيق الانتصارات دون دعم القوات الإيرانية أو الكردية قال هارتلنغ: «لا أظن أن القوات العراقية بحاجة فعلا للمزيد من الدعم من الإيرانيين والأكراد.. لقد قاتلت إلى جانب الجيش العراقي وهو يضم مجموعات مقاتلة حقيقية، ولكن هذا ما يحصل عندما تفتقد الدعم السياسي والعسكري». ولدى سؤاله عن إمكانية إرسال قوات أمريكية إلى العراق رد هارتلنغ بالقول: «قرار إرسال القوات سيخضع لعملية تقييم مستمرة، وهو يعود للقيادتين العسكرية والسياسية، ولكن أظن أن الأمر قد يقتصر على مجموعات معززة من المستشارين العسكريين، وقد يحصل ذلك بعد تزايد قدرات القوات العراقية. من جهته أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من موسكو أن الإرهاب «يتطور ويأخذ أشكالاً جديدة، وهذا يتطلب تيقظًا متزايدًا من قبل روسيا ونحن نتوقع تعاونًا أكبر في هذا المجال»، حسبما نقلت عنه وكالة انترفاكس الروسية. وتأتي زيارة العبادي غداة سيطرة التنظيم الجهادي على مدينة تدمر بالكامل في سوريا وبعد سيطرته على الرمادي مركز محافظة الأنبار في العراق، وأضاف: «نحن نعلق أهمية كبرى على علاقاتنا مع روسيا ونعتبر أن لها مستقبلًا وأن زيارتنا دليل على ذلك»، وأشاد مدفيديف بقدوم العبادي في أول زيارة له إلى موسكو من المفترض أن يلتقي خلالها الرئيس فلاديمير بوتين. وقال مدفيديف: «نثمن علاقاتنا مع العراق.. والعلاقات الثنائية تسير نحو التطور اليوم»، معتبرًا أن زيارة العبادي «تؤكد عزم القادة العراقيين على مواصلة التعاون مع روسيا»، وكانت روسيا قد زودت العراق بعدة مروحيات قتالية من طراز ام آي 28 وقبلها بمروحيات ام آي 35 ومقاتلات اس يو 25 يستخدمها الجيش العراقي لمحاربة المتشددين، إلا أن روسيا نفت في تشرين الأول/أكتوبر أي نية لتدريب القوات العراقية أو تقاسم معلومات حول تنظيم داعش مع الولايات المتحدة كما كان وزير الخارجية الأمريكية جون كيري أعلن سابقًا.