نكمل حديثنا عن الأقوال والأمثال المرفوضة التي يتداولها الناس بكثرة، ومن غير حتى فهم الجملة أو المثل. وقد تتطاول بعض الأقوال الدارجة لدى الناس على رب العزة والجلال، فمثلاً، يقولون لا بيرحم ولا بيخلي رحمة ربنا تنزل، والله تعالى يقول: "مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (سورة فاطر آية 2). ويقولون رزق الهبل على المجانين، والله يقول في كتابه الحكيم: إنَّ اللهَ هُوَ الرزَّاقٌ ذُو القُوَّةِ المَتيِنُ (سورة الذاريات آية 58)، فالرزق إنما هو بيد الله الرزاق ذو القوة المتين وليس بيد المجانين ولا بيد العقلاء. ويقولون عند موت شخص ما ربنا افتكره، والله يقول: وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (سورة مريم آية 64)، ويقولون يوم نحس، يوم أسود، زمن غدار وفي الحديث الشريف: عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار. ومن الأقوال المرفوضة أيضاً الإنسان مسير وليس مخيراً ويقول الله: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (سورة الشمس الآيات 7،8،9،10). ويقولون: يدي الحلق للي ما لوش ذنين، والله يقول إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (القمر: 49). ومادام القرآن الكريم تضمن العديد من الأمثال، قال تعالى في كتابه الحكيم: لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نضربها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (سورة الحشر آيه 21)، فيا حبذا لو تكون أمثالنا مستقاة من آية كريمة أو حديث شريف فتكون بذلك أبلغ وأفضل. وبما أن الأمثال والأقوال تلعب دوراً كبيراً في ثقافة وسلوك الشعوب، لذا يجب عند ضرب الأمثال أن نختار أبلغها وأجملها والانتباه إلى خلوها مما يخالف عقيدتنا وديننا الحنيف. هيا خالد الهاجري haya171@hotmail.com