نويل هانكوك، موظفة ناجحة في نيويورك، وكانت تتقاضى راتباً جيداً يقارب 100 ألف دولار سنوياً، إلا أن نمط الحياة في المدينة الصاخبة لم يرق لها كثيراً، فقررت الذهاب بعيداً. وتقول نويل معلقة: من المفارقة أن يشعر الشخص بأنه وحيد على جزيرة يعيش عليها ملايين الناس، مضيفة: يبدو أنني قضيت حياتي أحدق في شاشات الكمبيوتر المحمول، والهاتف النقال والـ(آي باد)، إنها اللعنة. وحتى سيارات الأجرة والمصاعد مزودة بشاشات وكاميرات، تضيف الموظفة المتذمرة، التي شعرت بضغط نفسي شديد، وأنها منقطعة عن العالم. ومن ثم بدأت نويل تبحث عن نمط حياة مختلف تماماً، يكون فيه الناس لايزالون يشعرون ببعضهم بعضاً. وطلبت الفتاة التي حصلت على شهادة في الإعلام من جامعة شهيرة، من أصدقائها اقتراح مناطق يمكن العيش فيها بسلام، فاقترح أحدهم جزر الكاريبي، وآخر نصحها بالذهاب إلى الجزر العذراء في المحيط الأطلسي، وكتبت أخرى تنصح بجزيرة سانت جون. وقررت نويل الرحيل إلى الأخيرة، وأعدت لذلك عدته، حيث استطردت: اشتريت تذكرة ذهاب فقط، وكان الأمر الصعب بالنسبة لي أن أقنع نفسي بأنني أفعل ذلك لتغيير نمط حياتي وحسب. وعلى الرغم من اعتراض والديها على الفكرة، فقد تركت عملها المرموق وذهبت إلى سانت جون للعمل مقابل 10 دولارات في الساعة، بائعة بوظة، ثم نادلة في حانة. ويبدو أن تجربتها قد نجحت إلى الآن، إذ وجدت في المجتمعات المحلية بديلاً إنسانياً، الأمر الذي غيّر نظرتها إلى الحياة. ومنذ أن نشرت قصتها على موقعي فيس بوك وتويتر، الأسبوع الماضي، انهالت عليها التعليقات، وتخطى عدد المتابعين لها 160 ألف شخص.