جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتهامه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإجراء اتصالات سرية مع إسرائيل، وهو ما نفته الحركة واعتبرته "مجرد ادعاءات وأكاذيب تهدف لتشويه صورتها وشرعنة التفاوض مع الاحتلال. وفي تصريحات لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء إن حركة حماس قامت بإجراء اتصالات سرية مع الاحتلال عبر قناة إثيوبية. المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري وصف تصريحات الرئيس الفلسطيني بأنها "مزاعم ومجرد ادعاءات وأكاذيب". ودعا أبو زهري -فيتصريح مكتوب-أبو مازن للتوقف عن "هذه المهاترات والتفرغ لتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني خاصة في غزة المحاصرة والمنكوبة". وطالب أبو زهري عباس بالتوقف عن "استجداء" التفاوض مع إسرائيل طالما أنه يعتبر ذلك خيانة وطنية. وفي السياق ذاته، قال القيادي بالحركة يحيى موسى إن "ادعاءات عباس سخيفة ولا أصل لها من الصحة وهي تأتي في إطار عمليات الإسقاط، فهو يسقط رغبته بالمباحثات السرية مع الاحتلال على خصومه السياسيين لمحاولة تجميل صورته أمام الشعب الفلسطيني وتشويه صورة حماس". أبو زهري دعا عباس إلى ترك المهاترات وتحمل مسؤولياته(الجزيرة) غطاء التهويد وأضاف موسىللجزيرة نت أن عباس يعلم أن المفاوضات التي ينتهجها مع الاحتلال "تمنح غطاء لحالة التهويد العبثي التي تجري في مدينة القدس، وتجمل وجه الحكومات العنصرية الإسرائيلية أمام المجتمع الدولي". وشدد على رفض حركته لأي شكل من أشكال التفاوض على الحقوق الوطنية الفلسطينية قائلا "لا نقبل الحديث مع الاحتلال إلا من فوهة البندقية". واعتبر أن الرئيس عباس يحاول من خلال اتهاماته المتواصلة أن يشرعن المفاوضات مع الاحتلال، رغم فشلها على مدار عشرين عاما. وطالب موسى الرئيس الفلسطيني بالعودة للحركة الوطنية الفلسطينية وتبني نهج المقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي. ورأى أن عباس يحاول التأسيس لمرحلة جديدة من المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، من خلال اتهامه حركة حماس بإجراء محادثات سرية مع الاحتلال. وتحدى موسى الرئيس الفلسطيني أن ينشر أي وثائق يمتلكها تدين حماس بإجراء محادثات سرية مع الاحتلال الإسرائيلي. المدهون: اتهامات عباس نابعة من قلقهتجاه تحرك حماس السياسي(الجزيرة نت) قلق سياسي وفي ذات السياق، رأى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أن اتهامات الرئيس عباس نابعة من قلقه من تحرك حماس السياسي ومن الحالة السياسية النشطة التي يشهدها قطاع غزة منذ انتهاء الحرب الأخيرة في صيف العام الماضي. وقال المدهون للجزيرة نت إن عباس غير مرتاح لعلاقات حماس الإقليمية مع قطر وتركيا بالإضافة لتحسن علاقتها التدريجي مع السعودية لذلك يريد من خلال تصريحاته المتكررة حول المفاوضات السرية أن يقطع على الحركة أي دور سياسي في المنطقة، وفق تقديره. ودلل المدهون على هذا التوجه بالقول إن عباس يحتكر القرار الفلسطيني ولديه طموحات أن يبقى الممثل الشرعي والوحيد للشعب وتظل حماس في حالة من العزلة السياسية والاقتصادية في غزة". وأوضح المدهون أن عباس يريد تحجيم حركة "حماس" عن لعب أي دور سياسي على الساحة الفلسطينية لأن ذلك يمس بمكانته. وبحسب المدهون تحاول حركة حماس أن تتجاهل تصريحات عباس لأنها تدرك أن تعقيدات الواقع تضع عليها مسؤوليات يجب أن تتحملها في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يعاني منها القطاع.