استبعدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس إعادة روسيا لمجموعة السبع الصناعية الكبرى في العالم، معتبرة أن عودة موسكو إلى المجموعة أمر لا يمكن تصوره في الوقت الحاضر في ظل السياسة التي يتبعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيال الأزمة الأوكرانية. وتشمل مجموعة الدول السبع القائمة حاليا كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان وكندا وألمانيا. وبحسب "الفرنسية"، فقد جددت ميركل موقفها الحازم وانتقاداتها لضم القرم إلى روسيا، محاولة في الوقت ذاته تهدئة مخاوف موسكو حيال تقارب البلدان التي كانت تدور في فلكها سابقا من الغرب، في خطاب حول السياسة العامة ألقته ميركل أمام مجلس النواب. وأضافت المستشارة الألمانية، أنه طالما أن موسكو لا تلتزم بالقيم الجوهرية للقانون الدولي وتعمل بموجبها، فإن العودة إلى صيغة مجموعة الثماني أمر لا يمكن تصوره بنظرنا، في وقت تستعد فيه ألمانيا لاستضافة قمة لمجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع الشهر المقبل في بافاريا (جنوب). وشددت ميركل على أهمية قمة مجموعة السبع في مكافحة الأزمات العالمية الحالية ولأجل ضمان مستقبل أفضل، ولكنها أكدت في الوقت ذاته أنها أكبر من مجرد لقاء دبلوماسي لإدارة الأزمات. وفي المقابل، أعلنت ميركل أن الشراكة مع أوروبا الشرقية ليست أداة في خدمة سياسة توسيع الاتحاد الأوروبي قبل أن تبدأ مساء أمس في ريجا قمة بين دول الاتحاد الأوروبي الـ 28 وست دول من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة وهي جورجيا ومولدوفا وروسيا البيضاء وأرمينيا وأذربيجان إلى جانب أوكرانيا بهدف تقريبها من أوروبا. وذكرت ميركل أن علينا ألا نعطي آمالا زائفة لن يكون بوسعنا تلبيتها فيما بعد، مضيفة أنه يتعين أن نقول ذلك بوضوح لشركائنا في الشرق، وهذا ما أفعله في مطلق الأحوال، ودعت إلى شراكات مفصلة بحسب الحالات مع مختلف دول الكتلة الشيوعية السابقة على ضوء خصوصيات كل دولة وطموحاتها. وشددت ميركل على أن الشراكة الشرقية ليست موجهة ضد أحد ولا ضد روسيا خصوصا، وليس المطلوب هو الاختيار بين التقرب من الاتحاد الأوروبي من جهة، وبين رغبة روسيا في إقامة شراكة أوثق مع هذه الدول من جهة أخرى. وكشف ضم القرم ودعم موسكو للانفصاليين في شرق أوكرانيا عن تصميم الكرملين على منع البلدان التي كانت في منطقة نفوذها سابقا من التقرب من الغرب بما في ذلك باستخدام القوة. وبدأت الأزمة في أوكرانيا مع عدول الرئيس الأوكراني آنذاك فيكتور يانوكوفيتش في اللحظة الأخيرة عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي ما أثار تظاهرات أدت إلى سقوطه واندلاع النزاع مع الانفصاليين الموالين لموسكو، لكن اتفاق الشراكة تم توقيعه في نهاية المطاف مع الرئيس المؤيد لأوروبا بترو بوروشنكو في 28 حزيران (يونيو) 2014. وأشارت ميركل في الوقت ذاته إلى أهمية اتفاق المناخ العالمي المقرر عقده في نهاية هذا العام في العاصمة الفرنسية باريس، موضحة أن مجموعة السبع تعتزم إرسال إشارات واضحة لدعم هذا الاتفاق، وأن هناك مفاوضات صعبة في هذا الشأن. وبحسب ميركل فإن المجموعة تعتزم الإسهام في تعزيز تمكين المرأة والاستفادة من هذا التمكين على نحو أفضل مما هو قائم حاليا، معتبرة أن مشاركة مزيد من النساء على نحو فعال في الحياة الاقتصادية يعود بالنفع على الجميع. وأكدت المستشارة الألمانية أيضا عزمها تحقيق هدف وضع إطار سياسي واضح لاتفاقية التجارة الحرة المعروفة باسم "اتفاقية الشراكة الاستثمارية عبر الأطلسي" بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن تعزيز التجارة الحرة يستلزم في الوقت ذاته تحسين سبل تنفيذ المعايير الاجتماعية والبيئية في سلاسل التوريد العالمية.