×
محافظة المنطقة الشرقية

«تعليم الأحساء» تختتم مشروع الصحة الوجدانية

صورة الخبر

اصطدمت المناشدات لإنقاذ مدينة تدمر وآثارها العريقة من آلة تنظيم الدولة المدمرة بصمت لافت من قبل الدول الكبرى، وسط عجز القوات السورية وحلفائها عن صد الهجوم وامتناع المعارضة المسلحة عن المشاركة في حماية "عروس الصحراء". وسقطت المدينة بعد أكثر من أسبوع على بدء هجوم داعش على عاصمة مملكة تدمر التاريخية، وهو وقت يسمح، على الأرجح، للدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة، لمنع تقدم المقاتلين من خلال القصف الجوي. ورغم أن جغرافية تدمر ومحيطها، كونها تقع في البادية السورية، من شأنها أن تساعد في وقف التقدم المكشوف للمتشددين باستهدافهم من قبل سلاح الجو السوري أو الغربي، إلا أن داعش واصل زحفه لأيام عدة، قبل أن يسيطر أخيرا على Palmyra. ويطرح سقوط المدينة تساؤلات عن سبب عدم رغبة الدول الكبرى في التصدي لهجوم التنظيم، والمفترض أنه لا يملك أنظمة دفاعية متطورة ضد سلاح الجو، وفشل القوات الحكومية في حماية تدمر التي تتمتع بثروة تاريخية وطبيعية وموقع استراتيجي. ومن المؤكد أن الدول الكبرى ستكتفي بالإدانة، إن دمر مسلحو داعش الآثار ونهبوها في محاولة لطمس تاريخ المدينة التي حكمتها قبل قرون زنوبيا، ومرت عليها ممالك وحضارات عريقة، على غرار موجة الاستنكار التي أعقبت جريمة الموصل. فالتنظيم المتشدد دأب على نهب ما خف حمله وارتفع ثمنه من آثار وتهيربها إلى خارج سوريا والمنطقة لبيعها، حيث من المرجح أن تظهر بعض هذه القطع التاريخية بعد سنوات في متاحف الغرب، كما حدث لأثار كثيرة سرقها من استعمر دول المنطقة. أما ما يعجز داعش عن نهبه، فيعمد إلى تحطيمه في محاولة لطمس معالم حضارات تؤكد أن جذور هذه المنطقة تضرب عميقا في التاريخ من عهد الرومان إلى الإسلام، وهذا ما تدل عليه بوضوح أثار Palmyra التي ترتفع شامخة في وسط سوريا. وعليه فإن أحد أهم المواقع الأثرية في منطقة الشرق الأوسط الذي يعود تاريخه إلى القرن الأول بعد الميلاد بات تحت سطوة حقد داعش، بعد أن كان قبل ذلك عرضة للنهب من قبل قوى الأمر الواقع في سوريا خلال 4 أعوام من الحرب المستمرة. ويبدو أن الموقع الأثري قد شهد قبل هجوم داعش الأخير، أعمال نهب وتدمير، حسب اليونسكو، التي قالت في معرض مناشدتها لحماية تدمر من التدمير، لقد سبق لهذا الموقع وأن تضرر طوال سنوات الحرب الأربع، بسبب أعمال النهب... وتثير هذه المعلومات عاصفة من التساؤلات عن سبب عدم دفع القوات السورية بكامل قواها وبالتعاون مع حلفاء ساعدوها في مناطق أقل أهمية، لحماية تدمر والمناطق المحيطة بها، لاسيما أن أهميتها لا تقتصر على التحفة الهندسية والعمرانية الرومانية. فلتدمر، المدرجة على لائحة التراث العالمي، أهمية استراتيجية على الصعيد الميداني في الحرب السورية، فهي تقع في ريف حمص الشرقي وبالطريق نحو البادية المتصلة بمحافظة الأنبار العراقية ونحو مدينة حمص مركز المحافظة في وسط سوريا. وتطال تهم التقصير في حماية تدمر، فصائل المعارضة المسلحة، التي رغم مجاهرتها بالعداء لداعش، لم تستجب لنداءات المدير العام للمتاحف والآثار السورية الذي لم يمنعه منصبه الحكومي من طلب المساعدة لإنقاذ المدينة حتى من معارضي دمشق. فتدمير آثار عروس الصحراء يبدو مطلبا ملحا من دول غربية تشعر بالدونية إزاء تاريخ عريق تفتقده، وقوى الأمر الواقع المحلية، من فصائل معارضة وميليشيات موالية للحكومة، التي مرت على المنطقة خلال الحرب، وذلك لطمس معالم جرائم النهب.