كثفت قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية أمس غاراتها على مواقع الحوثيين في محيط صنعاء، فيما أعلنت الأمم المتحدة استضافة محادثات سلام يمنية اعتباراً من 28 أيار (مايو) الجاري في جنيف، آملة أن تسفر عن اتفاق بين اليمنيين. واستهدفت الغارات، منذ منتصف ليل الثلاثاء حتى صباح الأربعاء مواقع الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالف معهم، محدثة انفجارات ضخمة هزت صنعاء. وقال الشاهد صالح مقبل: «لم أشهد في حياتي قط ما شهدت من قصف على صنعاء وهلع وخوف عند الناس كما حصل خلال ليلة (أول من) أمس». وأضاف: «شهدت أعنف قصف في تاريخها، أنا أسكن في صنعاء القديمة وكنا نرى المدينة تلمع من جميع الجهات على وقع انفجارات شديدة». إلى ذلك، قال محمد الجحيفي (35 سنة) الذي يسكن قرب جبل نقم الذي يضم مقار عسكرية ومخازن أسلحة وتعرض لعدد من الغارات: «لم نكن نعلم أننا في وسط حقل من الذخائر والمتفجرات... كانت أصوات الانفجارات تسمع من كل أطراف صنعاء». وكان طيران التحالف استهدف فجر الأربعاء مخازن أسلحة في جبل نقم الواقع شرق صنعاء وفي جبل النهدين (جنوب) وفي جبل فج عطان (جنوب غرب) الذي تعرض لغارات في السابق استهدفت مخازن الأسلحة فيه. ونزح الآلاف من منازلهم خوفاً من الانفجارات التي دوت على بعد كيلومترات من مواقع الغارات. وقال حسن العمودي وهو من سكان منطقة هايل في وسط العاصمة: «حينا مليء بالنازحين من سكان جوار جبل نقم، منهم من قضى ليلته عند أهله ومنهم من استأجر غرفة من دون حمام أو مطبخ». بدوره، قال أحمد ملهي، العامل في أحد الفنادق في حي التحرير: «منذ بداية الأزمة والفندق فارغ تماماً إلا اليوم فهو مليء بالنازحين من أهالي حي نقم وحي فج عطان». لكن يبدو أن مطار صنعاء لم يتعرض لغارات بعد منذ نهاية الهدنة الإنسانية التي استمرت خمسة أيام وانتهت ليل الأحد. وقال مديره خالد الشايف إن الطائرات «لم تستهدفه». وأشار إلى أن حوالى 200 يمني كانوا عالقين في القاهرة وصلوا إلى المطار على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية». واستهدفت غارات مجموعات من الحوثيين في المحافظات الجنوبية حيث تستمر المواجهات بين المتمردين وأنصار الرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي. وأطلق التحالف العربي بقيادة السعودية في 26 آذار (مارس) حملة عسكرية جوية ضد الحوثيين وقوات صالح، فيما احتدم القتال على الأرض. وأعلنت الأمم المتحدة الثلثاء أن أعمال العنف في اليمن تسببت بسقوط 1850 قتيلاً ونزوح أكثر من نصف مليون شخص. وأكدت أن أعمال العنف أسفرت كذلك عن 7394 جريحاً حتى منتصف أيار (مايو)، استناداً إلى الأجهزة الصحية اليمنية. وقال أدريان ادواردز، الناطق باسم المفوضية العليا للاجئين أن عدد النازحين يقدر بأكثر من 545 ألفاً. وفي خطوة مفاجئة إلى حد ما، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان أمس إن المنظمة الدولية سترعى محادثات سياسية يمنية في جنيف في 28 الجاري. وأضاف البيان: «يعلن الأمين العام انطلاق مشاورات شاملة بداية من 28 لإعادة الزخم إلى عملية الانتقال السياسي برعاية يمنية».