دقت ساعة الصفر لاختبارات نهاية العام الدراسي وتقدم أمس نحو 70 ألف طالب وطالبة إلى لجان الصفين العاشر والحادي عشر في التعليم الخاص والحكومي، فيما بدأت منطقة الجهراء التعليمية الاختبارات بحريق في إحدى مدارسها وصفه وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى بـ«المحدود» الذي لم ينتج عنه سوى بعض الأضرار المادية جراء تماس كهربائي في وحدة التكييف. ومن مدارس السلام تمنى الوزير العيسى أن تمر فترة الاختبارات بسلام، إلا أن الإجابات النموذجية لجميع الاختبارات كانت تجوب بعض اللجان أمس وحين عرضتها «الراي» على الوزير قال «نتوقع دائما حصول غش أو تسريب، وان كنا نأمل ألا تحصل مثل هذه الامور خلال العام الحالي». ووصف الوزير العيسى اختبارات اليوم الاول بـ «السهلة التي جاءت على مستوى الطلبة»، كما طمأن طلبة المعاهد الدينية الى أن «الامتحانات تتماشى مع قدراتهم»، مبينا ان «اختبارات صفوف النقل والثانوية العامة تتماشى وقدرات الطلبة الذين اجمع 99 في المئة منهم على سهولتها». وتناول الوزير في تصريح للصحافيين عقب تفقده مدرستي فاطمة الصرعاوي وأحمد الربعي في جنوب السرة تناول ملف الغش بشيء من التفصيل وتطرق إلى سماعات الأذن متناهية الدقة، قائلاً «يخفيها الطلبة الغشاشون في آذانهم ومن الصعب تفتيش جميع آذان الطلبة، ولكن عندما يتم اكتشاف اي حالة تتخذ إجراءات مشددة بحقها». وأكد العيسى ظاهرة رصدها مصححو الكونترول في العام الدراسي الفائت وهي تطابق إجابات الطلبة كأنها نسخة مصورة ما يدل على وجود مجموعات تتداول الإجابات النموذجية في ما بينها، دون ان يتم اتخاذ إجراء بحقها مبيناً «سمعت عن هذه الظاهرة، ولكن المشكلة ان وجود الاجابات المتشابهة دون وجود دليل قاطع على الغش أمر لا تستطيع الوزارة التصرف حياله، والتحقيق فيه، وإن كانت تسعى جاهدة للحد من هذه الظاهرة». واضاف «لقد وصلتني رسائل بخصوص المجموعات ووسائل الغش الحديثة، ونحن نتعاون مع وزارتي الداخلية والتجارة للحد من انتشار تلك الأجهزة»، لافتاً إلى أن «لشبكات التواصل الحديثة مضارها وفوائدها والغش احد مضارها». وبشأن تشديد الرقابة على مراكز تعليم الكبار التي تنشط فيها محاضر الغش، أوضح ان «الإجراءات المتخذة هي الحزم تجاه اي حالات غش قد ترصد وان الفصل النهائي مصير الطالب الذي يتم ضبطه وهو يحاول الغش»، فيما أكد أن «ظاهرة اتلاف ممتلكات بعض المعلمين وتحطيم سياراتهم من قبل بعض طلبة المراكز المسائية، ظاهرة سلبية موجودة ليست فقط في الكويت وانما في كثير من الدول، وان الوزارة تواجه هذه المشكلة بالتوعية عبر وسائل الاعلام المختلفة، وبالتعاون مع جهات مختلفة في الدولة للحد منها». وعن تزامن اختبارات الدور الثاني مع شهر رمضان المبارك خلال العام الحالي قال العيسى «رمضان دائما يلاحقنا و نلاحقه.. ومن الطبيعي ان يتزامن الشهر مع وقت الامتحانات في التربية او مع الكورس الصيفي في الجامعة، ولكن يجب ان نتأقلم مع الشهر»، لافتاً في الوقت نفسه الى أن الاختبارات «تأتي دائما على مستوى الطالب في جميع السنوات الدراسية سواء في شهر رمضان او غيره»، مؤكداً أن «استعدادات وزارة التربية لاختبارات الثانوية العامة، وصفوف النقل لا تزال قائمة على المستوى المطلوب ونتمنى ألا يعوقها أي عائق خلال الأيام المقبلة». من جانبه، قال مدير منطقة حولي التعليمية أنور العنجري أن «عدد الطلبة الذين تقدموا لاختبارات المرحلة الثانوية في جميع مدارس منطقة حولي بلغ 14.45 طالب وطالبة في الصف العاشر والحادي عشر في التعليم العام والخاص ومراكز تعليم الكبار»، مبيناً انه «تم تخصيص 30 سيارة لنقل الامتحانات إلى صفوف النقل وإلى 17 مدرسة خاصة وقد طلبت المنطقة زيادتها إلى 50 سيارة لتغطية اختبارات الثانوية العامة التي تنطلق 24 الجاري». وأشار العنجري إلى «اتخاذ الإجراءات الاحترازية كافة للحد من انتشار ظاهرة الغش في الاختبارات عبر الأجهزة الالكترونية وإن كان من السهل أن تخرج الأسئلة إلى خارج القاعة خلال الـ15 دقيقة الأولى من زمن الاختبار ولا نستطيع القضاء على هذه الظاهرة نهائياً إلا باستخدام أجهزة التشويش». وأكد العنجري أن «ظاهرة الغش باستخدام الأجهزة التقنية تفشت في معظم دول العالم ومنها السعودية ومصر، وفي الكويت يستخدم الطلبة سماعات أذن صغيرة مزودة بجهاز حساس ويكون عيار الصوت فيها دقيقا ومنتظماً كي لا تسبب أي صداع لحاملها»، مؤكداً أن «هناك تنبيهات لمعظم المراقبين في اللجان للإنصات جيداً إلى الطلبة المشكوك في أمرهم فهي عالية الصوت في بعض الأحيان ويستطيع المراقب ملاحظتها». وتطرق العنجري إلى الآلية التي كانت تتم في السابق في لجان الاختبارات حيث يتم تدوير المراقبين والملاحظين بين مدارس المنطقة وتشكل لجان خاصة لهذا الأمر، إضافة إلى تخصيص الدرجة الكاملة لاختبارالصف الثاني عشر واحتساب النسبة المئوية وفق هذا الأساس، مبيناً أن الوزارة «سهلت على الطالب بتقسيم المعدل على مدى 3 سنوات إلا أن الاختبار في السابق كان أقوى وفترة الاختبارات كانت مصيرية وحاسمة للطلبة». قانونية التفتيش فيما يردد بعض القانونيين عدم قانونية تفتيش الطلبة قبل الاختبار، علق الوزير العيسى بالقول «نحن لا نفتش كل طالب وإنما الذي يشك بأمره فقط هو الذي يفترض أن يفتش». وتحدث عن الازعاج في مراكز الاختبارات، مؤكداً «شيء طبيعي وبسبب التوتر أن يكون هناك بعض الازعاج في اليوم الأول ونتمنى أن يسود الهدوء كل لجان الامتحانات في الايام المقبلة». غش المعلمين أكد مدير منطقة حولي أنور العنجري رصد حالتي غش في اختبارات الوظائف الإشرافية أمس لمعلمين تقدم كل منهما للترقي إلى رئيس قسم، فيما اتخذت إدارة المنطقة إجراءاتها بتحرير محضر غش وتم رفعه إلى الجهات المختصة في الوزارة. غش الطلبة تطرق العنجري إلى غش الطلبة مبيناً أن الغش الحالي كله يتم عن طريق الهاتف والأجهزة الإلكترونية وهي محظورة الاستخدام على جميع العاملين في لجان الاختبارات من طالب ومعلم ومراقب. المدارس الخاصة ذكر مراقب المرحلة الثانوية في منطقة حولي حميد الفضلي لـ«الراي» أن معظم المعلمين الذين يعقدون صفقات الغش مع الطلبة هم من معلمي المدارس الخاصة، فيما أكد أن كثيرا من أولياء الأمور يشجعون أبناءهم على الغش وعلى شراء الأجهزة الإلكترونية لذلك. عنف المراكز قلّل العنجري من حالات العنف في المراكز المسائية بمنطقة حولي، مؤكداً أن العنف موجود بقوة في المراكز المسائية بمناطق الجهراء والفروانية والأحمدي، فقد عملت في هذه المناطق سابقاً ورأيت كيف يحاول طلبة المراكز المسائية الغش رغماً عن المراقبين والملاحظين. اجتماع الأثري ترأس وكيل وزارة التربية الدكتور هيثم الاثري اجتماعا موسعا امس في الكنترول الادبي استمر نحو 3 ساعات كاملة اطلع خلالها على الية سير الاختبارات والاجراءات المصاحبة لها فيما اختتمها بجولة تفقدية شملت لجنة النظام والمراقبة ولجنة تقدير الدرجات. الإجابات النموذجية للاختبارات الثلاثة على هواتف الطلبة لم تحل أجهزة الكشف والرصد واجراءات التفتيش الذاتي للمشكوك في أمرهم من الطلبة، دون تكرار الظاهرة السنوية التي ترافق اختبارات المرحلة الثانوية وتنشط في اختبارات الثانوية العامة، إذ كانت الإجابات النموذجية لمواد الفيزياء والتاريخ والرياضيات أمس تجوب هواتف الطلبة واللجان في معظم المناطق والمدارس. ورغم تشديد الملاحظين والمراقبين لإجراءات المراقبة، كانت الإجابات حاضرة لمن هو جاهز لاستقبالها من الطلبة، وعرضت «الراي» على وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى نسخا كاملة من الإجابات النموذجية أعدها معلمون متخصصون في المواد الثلاثة، فنظر مبتسماً قائلا:«كنا نتوقع أن نرى حالات غش وتسريب، ولكن نتمنى أن تكون محدودة وسوف نتخذ الإجراءات بحق من يعثر بحوزته على أي جهاز، وملاحظو اللجان ومراقبوها لديهم صلاحية تحرير محاضر الحرمان لمن يحاول الغش أو يساعد عليه».