أحيانا، وقد يكون ذلك بسبب جهلي، لا أفهم ما هي اختصاصات مجلس الشورى على وجه التحديد، فهو يتناول كل شيء من الخطط الاستراتيجية للوزارات إلى قانون التحرش الذي يتحفظ عليه إلى موائد الرز، التي أكد عضوا المجلس منصور الكريديس وطارق فدعق، على وجود مادة الزرنيح السامة في بعض أنواعه وبأننا نأكل (سما هاريا) حسب وصف فدعق. أن يقفز الرز وسمومه هكذا فجأة إلى قبة المجلس فهذا يعني أننا طالما ظلمنا أعضاءه الذين قد يدخل بعضهم دوراته المتتالية ويخرجون ولم نعرفهم أو نسمع بهم، لأنهم لم ينبسوا ببنت شفة، حتى لو كانت بنت الشفة هذه نوع الرز أو الخضروات أو زيادة السكر في خبز التميس. ليس مهما، من الآن وصاعدا، نوعية القضايا التي يتناولها المجلس أو يهتم بها أو يوصي بأخذ إجراءات حيالها. المهم، وهذا أضعف الإيمان، أن نسمع أصوات أعضائه المحسوبين بالعشرات، رجالا ونساء. وما دمنا في ذكر النساء فإنني توقعت أن يلي مسألة (الرز) في المجلس مسألة (الروج المسموم) التي ربما تحملها إحدى عضوات المجلس، اللواتي نسينا أكثر من ثلثي أسمائهن بعد أن كنا نعرفهن بالاسم الرباعي وقت تعيينهن في يناير 2013. الآن مرت سنتان ونصف تقريبا، وإذا كان أحدكم يعرف أثرا من أي نوع لأي عضوة بالمجلس فليبشرنا به لنبشر به المجتمع، خاصة المجتمع النسائي، الذي توقع منهن الكثير وخاب أمله بقدر يصعب قياسه. لم تفعل عضوات الشورى النساء أكثر مما يفعله أعضاؤه الرجال، أي عملية الحضور والمشاركة في التصويت على المقترحات والتوصيات. وفعل بعضهن، أيضا، نفس ما فعله بعض الأعضاء حين انصب اهتمامهن على قضايا هامشية مثل قضية أزياء مذيعات التلفزيون وغيرها من القضايا الصغيرة، مبتعدات عن مسائل ملحة مثل توسيع دائرة عمل المرأة في القطاعين الحكومي والخاص، ومشاركتها الفاعلة في الشأن العام، ومشكلات الطلاق والنفقة والعنف الأسري وتشرد الأولاد بسبب تعسف الآباء، إلى آخره من المسائل التي تقع في صميم حقوق المرأة وتيسير سبل حياتها. وأخيرا، قد يكون لدى المجلس من الإنجازات والمبادرات ما هو حري بحفاوة المجتمع واعترافه له بالسبق والفضل، لكن نحن ليس لنا إلا الظاهر. والظاهر هو مراوحة (أداء) مجلسنا الموقر بين الرز والأزياء. وإذا كان لديه ما يخبرنا به من المنجزات الرائدة التي تحققت نتائجها على أرض الواقع فكلنا عيون وآذان صاغية.