في الوقت الذي اتسعت فيه عمليات المقاومة التهامية الشعبية ضد المسلحين الحوثيين في محافظة الحديدة، غرب اليمن، أكدت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن «المقاومة قصفت إدارة أمن الحسينية بقذائف «آر بي جي» أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جماعة الحوثي المسلحة، بالإضافة إلى الخسائر الفادحة التي لحقت بهم في المعدات والأطقم العسكرية، في حين أصبحت تؤرق بشكل كبير المسلحين الحوثيين في إقليم تهامة بسبب عمليات المقاومة التي تستهدفهم وتنفذ بشكل يومي تصل إلى أكثر من خمس عمليات في اليوم الواحد. ويقول مراقبون سياسيون لـ«الشرق الأوسط» إن «المقاومة التهامية الشعبية تستفيد كثيرا من الطبيعة الجغرافية لإقليم تهامة، خصوصا أنها تستفيد من مدى معرفتها بشكل ممتاز للمنطقة ما يسهل من تنفيذ عملياتهم ضد جماعة الحوثي المسلحة وجميع الميليشيات وانسحابهم من مكان الاستهداف بكل سهولة دون أن تلحق بهم أي خسائر في صفوفهم». وأضافوا: «في الوقت الذي لم يمضِ على الإعلان عن أنفسهم سوى أيام إلا أن عملياتهم أصبحت تنفذ بكل تقنية وسقط العشرات من القتلى والجرحى من المسلحين الحوثيين، ما يشير إلى أن لديهم شجاعة وتخطيطا جيدا ورغبة حقيقة لطرد المسلحين الحوثيين من تهامة بسبب اتساع المظلوميات التي خلفتها الجماعة في جميع مناطق تهامة وجميع المحافظات والمدن اليمنية من عمليات ملاحقات واعتقالات وخطف ومداهمات لجميع منازل المناوئين، وكل ذلك بقوة السلاح». وفي هذه الأثناء التي تستمر فيها المقاومة الشعبية التهامية من عملياتها في استهداف جماعة الحوثي المسلحة من خلال استهداف تجمعاتهم وأطقمهم الخاصة، أكد مصدر خاص لـ«الشرق الأوسط» أن «المقاومة التهامية استهدفت، أمس، طقما خاصا بالمسلحين الحوثيين بالقرب من المقرات الجديد بمدينة الحديدة، وأسفر الهجوم عن مقتل مسلحين اثنين وجرح آخرين». وأضافت المصادر: «قام مسلحو شباب المقاومة التهامية بالهجوم على تجميع للمسلحين الحوثيين كانوا بجوار مدرسة الصباح بشارع جمال في مدينة الحديدة، ونتج عنه كثير من الجرحى الحوثيين، بالإضافة إلى استهداف المقاومة لطقم تابع للمسلحين الحوثيين بالقرب من محطة شركة النفط بالحديدة وسقوط قتلى وجرحى بصفوف الحوثيين». وعلمت «الشرق الأوسط» أن مستشفيات مدينة الحديدة ومديرياتها أصبحت تكتظ بجثث وقتلى جماعة الحوثي المسلحة الذين سقطوا على أيدي المقاومة التهامية الشعبية إثر استهدافهم في كثير من المواقع وأكثر من عملية في اليوم الواحد، وأن المسلحين الحوثيين تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والمعدات دون تسجيل أي خسائر تذكر في صفوف المقاومة التهامية الشعبية. وتنتهج المقاومة الشعبية التهامية أسلوبا جديدا في مقاومتها ضد المسلحين الحوثيين في إقليم تهامة، وذلك من خلال قيامها بكثير من العمليات النوعية التي تستهدف تحركات الجماعة ومواقعهم، الأمر الذي أدى إلى تكبد جماعة الحوثي المسلحة في محافظة الحديدة، غرب اليمن، بخسائر جسيمة في الأرواح والعتاد دون أي خسائر تسجل في صفوف مسلحي المقاومة الشعبية ودون إدخال إقليم تهامة في دوامة الحرب وجره للخراب، بعكس ما تقوم به جماعة الحوثي المسلحة، في بعض المدن والمحافظات اليمنية، من خلال الضرب والقصف العشوائي على المدن ومساكن المواطنين وتفجيرها لمنازل المناوئين لهم. ومع هذا، تسعى المقاومة الشعبية التهامية من خلال قيامها بتكثيف هجماتها ضد المسلحين الحوثيين حتى خروجه من تهامة وأن تتجنب أي أضرار قد تلحق بالمواطنين وعدم إعطاء فرصة للمسلحين الحوثيين بتدمير تهامة. وكانت المقاومة التهامية الشعبية قد دعت، قبل أيام، كل أبناء إقليم تهامة للنفير العام ضد المسلحين الحوثيين وطردهم من تهامة ومن جميع المؤسسات التي سيطرت عليها، مؤكدة أن الكيل قد فاض بسبب تمادي جماعة الحوثي المسلحة والموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من انتهاكات يرتكبونها ضد أبناء تهامة والاستمرار في عمليات الملاحقات والاعتقالات لكل المناوئين لهم، محذرين في الوقت ذاته جميع الموالين للمسلحين الحوثيين من أبناء تهامة وغيرها بأنهم سيكونون أهدافا لعمليات المقاومة التهامية المشروعة القادمة.