الدار البيضاء: لحسن مقنع يبحث بيير موسكوفيسي، وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، أمس، واليوم، بالمغرب سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، وسبل توطيد مكانة فرنسا كأهم شريك اقتصادي للمغرب عبر التموقع في القطاعات الاستراتيجية الجديدة للمغرب، خاصة في مجالات التعليم العالي والصناعة والزراعة والطاقات المتجددة. واجتمع موسكوفيسي خلال زيارته التي تدوم يومين للمغرب مع رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران، ووزير المالية والاقتصاد محمد بوسعيد، الذي وقع معه بعد ظهر أمس اتفاقيتين تتعلق الأولى بالشراكة بين صندوق الضمان المغربي والوكالة الفرنسية للتنمية، والثانية بتمويل المشاريع الصغرى والمتوسطة بالمغرب. ويلتقي موسكوفيسي اليوم في الدار البيضاء مع وزير التجارة والصناعة والتقنيات حفيظ العلمي بمقر المكتب المغربي للملكية الصناعية بالدار البيضاء. كما اجتمع الوزير الفرنسي مع محمد عبو وزير التجارة الخارجية، وعبد العظيم الكروج الوزير بوزارة التربية الوطنية وتكوين الأطر. وتباحث الوزير الفرنسي مع المسؤولين المغاربة حول سير تنفيذ أكثر من ستين اتفاقية جرى توقيعها خلال زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للمغرب مارس (آذار) الماضي، وعلى رأسها برنامج إنشاء فروع للمدارس والمعاهد العليا الفرنسية بالمغرب، إذ جرى أخيرا فتح فرع للمدرسة المركزية بباريس في الدار البيضاء، ويرتقب أن تفتح العديد من فروع مؤسسات التعليم العالي الفرنسية أبوابها في المغرب سبتمبر (أيلول) المقبل، بهدف استقبال الطلبة المغاربة والأفارقة الراغبين في الحصول على شهادات فرنسية. إضافة إلى ذلك تسعى فرنسا للفوز بصفقة إنجاز أحد مشاريع المخطط المغربي الضخم لاستغلال الطاقة الشمسية، والذي سيطرح الصفقات المتعلقة بالشطرين الثاني والثالث لمحطة ورزازات التي تعتبر الأكبر في العالم، خلال الأسبوعين القادمين. وتسعى فرنسا للحفاظ على موقعها كشريك رئيس للمغرب عبر الاستثمار في المخططات التنموية القطاعية للمغرب، كمخطط صناعة السيارات الذي تقوده «رونو»، أو مخطط تطوير الصناعات الفضائية والطيران الذي تتصدره الشركات الفرنسية. وفي هذا السياق، زار الوزير الفرنسي مصنع «إيرسيل» التابع لمجموعة «سافران» في المنطقة الصناعية المتخصصة في صناعات الطيران بمدينة النواصر قرب الدار البيضاء، كما زار معهد التكوين في مهن الفضاء والطيران بنفس المنطقة. وبحث الوزير الفرنسي أيضا مع المسؤولين المغاربة تسهيل استثمارات الشركات الصغرى والمتوسطة الفرنسية في المغرب، وتشجيع الشركات الكبرى في البلدين على الانخراط في مشاريع مشتركة بهدف غزو الأسواق الخارجية، خاصة الأفريقية. ويوجد في المغرب نحو 750 فرعا للشركات الفرنسية، تستحوذ على أكثر من نصف الاستثمارات الأجنبية في المغرب. ويبلغ حجم التجارة بين البلدين ثمانية مليارات يورو سنويا. ويعتبر المغرب أول مستفيد من استثمارات الوكالة الفرنسية للتنمية في العالم، إذ تبلغ التزاماتها الإجمالية بالمغرب نحو ثلاثة مليارات يورو. وفي ختام زيارته سيلقي وزير المالية الفرنسي خطابا موجها للشباب في جامعة القاضي عياض بمراكش.