في حظائر تصدح في جنباتها موسيقى كلاسيكية للمؤلف النمساوي الشهير موتسارت، وأضواء تتبدل مع تدرج الألوان في الخارج، يقدم العمال للدجاج وجبات غنية بالبكتيريا الجيدة التي تحافظ على توازن صحي في الجهاز الهضمي، وهو نظام غذائي يستغني عن العقاقير والمواد الكيماوية التي لوثت سلسلة الطعام في العالم. ومع تعرض شركات الأغذية الكبرى إلى الضغوط حتى تقدم منتجات صحية، تقول شركة "كي سونغ غروب" للدجاج في جنوب شرقي آسيا، إن استخدامها للبكتيريا الجيدة في الطعام والمياه يجعلها تواجه واحداً من أكبر التحديات في صناعة الدجاج، وهو كيفية تقديم لحوم دجاج خالية من العقاقير والهرمونات بسعر معقول. وبعد سلسلة من الفضائح الصحية التي تكشفت خلال السنوات القليلة الماضية، من مسحوق الحليب الملوث بالـ "ميلامين" في الصين إلى بيع لحوم الخيل تحت مسمى أنها لحوم أبقار في أوروبا وتعرض المواشي الأميركية إلى مرض الكساح بسبب زيادة العقاقير، أصبح المستهلك أكثر حرصاً وسعياً وراء الأطعمة الآمنة ذات الجودة. ووعدت شركة "تايسون فودز" في الآونة الأخيرة بالاستغناء عن المضادات الحيوية البشرية في الدجاج بحلول العام 2017، ويعد ذلك من أكثر الخطط طموحاً من جانب شركة أميركية تنتج لحوم الدجاج. وتروج كذلك شركة "ماكدونالد"، وهي أكبر شركة أميركية منتجة للحم الدجاج من بين عدد من الشركات العالمية، لإدخال البكتيريا الجيدة في الطعام. وتقول شركة "كي سونغ" أن تكلفة إنتاج دجاج خال من العقاقير باستخدام البكتيريا الجيدة، تزيد الآن بنسبة تتراوح ما بين 10 و 12 في المئة فقط على تكلفة الدجاج الذي تستخدم المضادات الحيوية في طعامه. وتنتج الشركة سنوياً نحو أربعة ملايين طائر خال من العقاقير في مزارعها الماليزية في يونغ بينغ، شمال غربي سنغافورة، وتأمل في توسيع مبيعاتها إلى الصين والغرب. ويقدر الخبراء أن 80 في المئة من المضادات الحيوية المستخدمة في الولايات المتحدة تذهب إلى صناعة الماشية، ويتوقعون زيادة مستوياتها عالمياً بواقع الثلثين في الفترة بين العامين 2010 و 2030. ويخشى العلماء أن يؤدي ذلك إلى ظهور "جراثيم خارقة" مقاومة للمضادات الحيوية.