عواصم - وكالات: نشرت قوات الأمن العراقية امس الثلاثاء دبابات ومدفعية حول مدينة الرمادي للتصدي لمقاتلي تنظيم داعش الذين استولوا على المدينة في هزيمة كبيرة لحكومة بغداد وداعميها الغربيين. وبعد سقوط الرمادي يوم الأحد تقدم أفراد جماعات شيعية مسلحة متحالفة مع الجيش العراقي إلى قاعدة قريبة استعدادا لهجوم مضاد على المدينة عاصمة محافظة الأنبار الغربية. ومع تزايد الضغط لأجل التحرك لاستعادة المدينة حث مسؤول بالحكومة المحلية سكان الرمادي على الانضمام للشرطة والجيش فيما قال أعضاء بالجماعات الشيعية المسلحة إنها ستكون "معركة الأنبار". وقال شهود في الرمادي التي تبعد 110 كيلومترات فقط إلى الشمال الغربي من بغداد إن مقاتلي داعش أقاموا مواقع دفاعية وزرعوا الألغام الأرضية. ومع إحكام التنظيم قبضته على المدينة يجري المقاتلون عمليات تفتيش من منزل لآخر بحثا عن أفراد الشرطة والقوات المسلحة وقالوا إنهم سيشكلون محاكم تستند إلى الشريعة الإسلامية. وأطلق المقاتلون سراح نحو مئة سجين من مركز اعتقال في المدينة. وقال شهود إن العلم الأسود لتنظيم داعش يرفرف الآن فوق المسجد الرئيسي بالرمادي والمكاتب الحكومية وغيرها من المباني البارزة في المدينة. وأكد وزراء عراقيون امس على الحاجة لتدريب وتسليح الشرطة ومقاتلي العشائر. ودعا العبادي إلى الوحدة الوطنية في معركة الدفاع عن العراق. وقال سعد معن وهو متحدث باسم عمليات الجيش العراقي إن القوات المسلحة تسيطر على مناطق بين الرمادي وقاعدة الحبانية العسكرية على بعد 30 كيلومترا حيث ينتظر المقاتلون الشيعة. وأضاف أن قوات الأمن تعزز مواقعها وأقامت ثلاثة خطوط دفاع حول الرمادي لصد أي محاولة من قبل المقاتلين لشن هجمات أخرى. وقال إن خطوط الدفاع الثلاثة ستصبح منصات انطلاق للهجمات بمجرد تحديد ساعة الصفر لتحرير الرمادي. وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن 40 ألف شخص اضطروا للفرار من الرمادي خلال الأيام الأربعة الماضية. ومكاسب داعش في الرمادي تعني أن القوات العراقية ستحتاج إلى وقت أطول للتحرك ضدهم في الموصل التي احتفل المقاتلون فيها بالانتصار في الأنبار بإطلاق النار في الهواء واطلاق أبواق السيارات وتشغيل الأناشيد الإسلامية. الى ذلك وصف رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، مارتن ديمبسي، سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة الرمادي بأنها انتكاسة للقوات العراقية. وقال ديمبسي إن استعادة المدينة يتطلب جهداً كبيراً، مشيراً إلى أن بلاده ستواصل مساندة القوات العراقية بالضربات الجوية والتدريب والمعدات، لافتاً إلى أن خفض التوتر الطائفي والتجهيز والإعمار سيظل يشكل تحدياً أمام حكومة حيدر العبادي. كما أشارت الولايات المتحدة إلى أنها لا تنوي تغيير استراتيجيتها في العراق، بل إنها تنوي تقديم دعم للحكومة في بغداد من أجل استعادة الأراضي المسلوبة في الرمادي وغيرها من المناطق بعيداً عن نشر أي قوات برية.