أجرت قوات أردنية وأميركية وإيطالية أمس (الإثنين) مناورات عسكرية مشتركة ضمن تمرين الأسد المتأهب في منطقة الشيدية، 250 كيلومترا جنوب عمان، وتمركزت هذه المناورات على القيام بهجوم معاكس واحتلال مواقع عسكرية على الحدود تحاكي واقع الحال على الحدود الأردنية مع العراق وسوريا، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر اليوم الثلثاء (19 مايو/ أيار 2015). وقال مدير التدريب العسكري في القوات المسلحة الأردنية العميد محمد جرادات إن التدريبات تهدف إلى خلق استراتيجية دفاعية للتعامل مع الأهداف عبر الحدود. وأضاف خلال شرحه عن المناورات التي حضرها الأمير فيصل بن الحسين مندوبا عن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن أهم ما يميز هذه المناورات عن السابقة أنه تم اختبار الرماية على راجمات الصواريخ هايمر بدقة متناهية بمشاركة القاذفة الأميركية من طراز بي 52 وطائرات إف 16 وطائرات عمودية من طراز كوبرا وأباتشي وأنواع من مدافع الهاون 120 والهاوتزر 155 وأسلحة قناصة بمشاركة دبابات من طراز م 60 وابراهمز وناقلات جنود. وقال العميد جرادات إن المناورات تأتي ضمن الخطط التدريبية للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي للتركيز على نوعية التدريب ورفع كفاءة الضباط وضباط الصف، وكل وحدات المناورة والإسناد وزيادة التمارين المشتركة للتعامل مع كل التهديدات وعمليات مكافحة الإرهاب والاتصالات الاستراتيجية، لافتًا إلى أنه سيتم دراسة وتحليل نتائج هذه المناورات لأخذ الدروس والعبر منها وتعميم الفائدة على باقي تشكيلات القوات المسلحة الأردنية. وقال إن القوات المسلحة الأردنية تهدف في استراتيجيتها إلى تعزيز العلاقات العسكرية مع شركائنا من مختلف الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر شريكا استراتيجيا للأردن في كل المجالات، والتمرين (الأسد المتأهب) إحدى هذه الشراكات التي تعزز التعاون والتنسيق بين الدول المشاركة. وأضاف أن المناورات تأتي تحت عنوان صد هجوم معاكس عبر الحدود، إذ سيتم فيها اختبار راجمات الصواريخ هايمر التي أدخلتها القوات المسلحة حديثا إضافة إلى اختبار كفاءة القناصين وبعض الأسلحة. ومن جانبه قال مدير التمرين والتدريب في القيادة المركزية الأميركية اللواء ريك ماتسون إنه سيتم اختبار القاذفة بي 52 من خلال طيرانها 35 ساعة متواصلة، إذ أقلعت طائرتان من هذا الطراز من قاعدة عسكرية في فلوريدا، ووصلت إلى ميدان الرماية في الأردن وتقوم بعملية قصف أهداف محتارة وتعود إلى الولايات المتحدة. وأضاف ماتسون: إننا خلال وجودنا في (الأسد المتأهب) للعام الخامس على التوالي يعكس اهتمام الولايات المتحدة في خلق شراكات استراتيجية مع عدد من الدول المشاركة، وخصوصا الأردنية لما لها من دور حيوي في المنطقة. وبدأت التدريبات بقصف مركز للقاذفة بي 52 وطائرات إف 16 على ارتفاعات عالية ثم بدأت الراجمات الهايمر التي عكست مهارة في الرماية وحسن الأداء. وفي مدينة العقبة جنوب الأردن على ساحل البحر الأحمر أجرت قوات بحرية من الولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا وباكستان تدريبا لمكافحة الإرهاب باستخدام الضفادع البشرية والطائرات العمودية والزوارق السريعة، إذ تم تنفيذ عملية قرصنة سفينة والإغارة على الساحل وعمليات الإنزال. وكان تمرين الأسد المتأهب بدأت فعالياته في الخامس من الشهر الحالي وتنتهي اليوم. ويشار إلى أن القوات البرية الأميركية المشاركة هي خليط من القوات الخاصة وقوات مشاة البحرية التابعة لـالوحدة الاستكشافية 26، إضافة إلى قوات من الدروع والمدفعية والهندسة والمشاة الآلية لتعزيز المواءمة العملياتية بين الأنظمة المشابهة مدعومة من طائرات عمودية وقاذفات متطورة من أجل عمليات الإسناد الجوي، بالإضافة إلى أغراض النقل والتنقل. وشارك في تمرين الأسد المتأهب 10 آلاف جندي من 18 دولة عربية وأجنبية هي السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية ومصر والعراق ولبنان وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وباكستان والولايات المتحدة وكندا وبلجيكا وبولندا وأستراليا وقيادة حلف الناتو، بالإضافة إلى البلد المضيف، الأردن.