×
محافظة المنطقة الشرقية

عاصفة الحزم وهبوط أسعار النفط لم يثنيا المملكة عن التطوير

صورة الخبر

يواجه الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي يحسب ضمن التيار الإصلاحي حرجا في الداخل الإيراني خلال الفترة الحالية، بعد أن أعاد موقع إيراني قضية لقائه بمستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي عام 1986 إلى الواجهة. وسعى روحاني منذ بداية توليه الرئاسة إلى إخراج بلاده من عزلتها الدولية، إلا أن ما تتداوله الأوساط الإيرانية من وثيقة سرية هذه الأيام قد يجعل العزلة نصيبا لروحاني ذاته داخل إيران. وأظهرت الوثيقة التي بث تفاصيلها موقع "خودنويس" الإيراني، أن روحاني تجسس على بلاده خلال الحرب الإيرانية العراقية، من خلال تحليله لشخصية المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آنذاك، الخميني، وأعطى الإسرائيليين الطريقة الأنسب للتعامل معه. خدعة إسرائيلية المفاجئ في الأمر هو أن روحاني من خلال التقرير كان لا يعرف أنه يتحدث لمستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز، إذ كان الأخير منتحلا شخصية أحد أعضاء فريق الأمن القومي في البيت الأبيض، وبدوره كان روحاني في ذلك الحين موفدا من البرلمان الإيراني إلى زيارة أوروبية، إذ وافق على البقاء أياما إضافية من أجل اللقاء السري مع من كان يعتقد أنه أميركي. وكشف موقع "خودنويس" الإيراني عن طلب تقدم به روحاني لأميركا خلال اللقاء بضرورة الضغط على الخميني بعد فضيحة "إيران كونترا"، وكان يعتقد فعلا أنه يتحدث لأميركا، إلا أنه وقع في فخ كان يجهله، كون اللقاء كان يجمعه بمستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، شيمون بيريز، إذ انطلت على روحاني هذه الخدعة في باريس عام 1986. وأشار التقرير الذي فجره الموقع الإيراني إلى التسجيل الصوتي الذي استطاع المستشار الإسرائيلي أميرام نير أن يوثقه على روحاني من خلال جهاز تسجيل صغير كان يخبئه، وبثته صحيفة إسرائيلية بعد ثمان سنوات من اللقاء، وكان ذلك في عام 1994. وقال خبير من داخل إيران تحدث لـ"الوطن" - فضل عدم ذكر اسمه - إن روحاني كان يريد من أميركا أن تضغط على الخميني بعد "إيران كونترا"، إذ حلل روحاني الشخصية المناسبة التي يجب أن تتحلى بها أميركا عندما تتعامل مع الخميني، وكان روحاني أكد أن الخميني يضعف أمام القوي والعكس صحيح. اختفاء غامض وفي السياق ذاته، قال مسؤول سابق في البرلمان الإيراني في الثمانيات في تصريح خاص لموقع "خودنويس" حول التقرير إن حسن روحاني كان يفارق الوفد الديبلوماسي في الرحلات الخارجية، ويلتحق به بعد ساعات من الغياب، كما أنه في رحلات كثيرة عاد متأخرا بعد عودة الوفد المرافق له. وقال مصدر الصحيفة إن التقرير ذكر أن من يعرفون حسن روحاني، فريدون في تلك الفترة، ومن يعرفونه حاليا يعتقدون أنه ولأسباب مختلفة كان قد التقى وتفاوض مع مسؤولين أمنيين لدول لا تملك علاقات طيبة مع إيران. وأشار التقرير استنادا إلى ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" في نهاية عام 1994 إلى أن حسن روحاني لم يكن يعرف أنه يلتقي مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز، وكانت الصحيفة قد نشرت منذ 21 عاماً نص الحوار الذي تم تسجيله من مفاوضات حسن روحاني مع مسؤول رفيع المستوى في الأمن الإسرائيلي. ووجد التقرير أن عدد الإيرانيين الذين عرفوا قصة الشريط في إيران قليل جدا ولم تنشر تقارير مفصلة حتى الآن. وأوضح التقرير أن اللقاء السري بين روحاني وأميرام نير، مستشار شيمون بيرز في شؤون الإرهاب جرى بُعيد فضيحة "إيران كونترا" في يوم السبت المصادف 30 أغسطس 1986، وشهد اللقاء حضور طرف ثالث وهو الوسيط منوشهر قرباني بور، تاجر السجاد وسمسار الأسلحة الإيراني، إلا أن المسؤول الإسرائيلي استفاد من خبرته الصحفية وخبأ في ملابسه جهاز تسجيل صغير. نشر التسجيلات وأوضح المصدر في حديثه لـ"الوطن" أن الخدعة لا تنحصر بإدخال جهاز التسجيل، بل إن حسن روحاني الذي حصل على الضوء الأخضر من رفسنجاني للتواصل مع المسؤولين الأميركيين لتأمين السلاح لإيران في زمن الحرب مع العراق، لم يكن يعرف من قرباني أنه يلتقي مسؤولا إسرائيليا. وأضاف المصدر "نشر ران بني يشاي الصحفي الإسرائيلي قبل 21 عاما نص شريط مفاوضات روحاني ونير في صحيفة يديعوت أحرونوت، وبعد فترة أعلن اميرام نير في حوار مع الصحفي، بوب ودورد، من صحفية واشنطن بوست أنه يريد بيع سرده الخاص من "إيران كونترا" لكنه بعد أيام توفي في حادث تحطم مروحية في المكسيك". ونشر الموقع الإيراني الجزء الأول من نص الحوار الذي تم تسجيله، وسينشر في الأيام القادمة الجزء الثاني من مفاوضات روحاني مع اميرام نير. وبالعودة إلى المصدر، أشار إلى أنه وفي الجزء الثاني سيری الإيرانيون روحاني ينتقد رجال الدين في الجهة المنافسة له مثل علي أكبر محتشمي، الذي انفصل لاحقا عن جمعية العلماء المجاهدين في 1987، التي كان روحاني عضوا فيها وأسس جمعية علماء الدين المقاتلين، بالإضافة إلى تصرفاته في سورية ولبنان، وكذلك يتحدث روحاني مع العميل الإسرائيلي، عن التعامل والإجراءات التي ينبغي على الأميركيين اتخاذها مع الخميني وتياره. تململ من الخميني وفيما يخص نص الحديث المسجل الذي نشره رون بني يشاي في صحيفة يديعوت أحرونوت في 1994 ورد النص التالي: يتوقف روحاني عن الكلام بالفارسية حتى يتمكن قرباني "سمسار السلاح الإيراني" من الترجمة "أنا أفهم الإنجليزية لكني لست قادرا على التحدث. من أجل هذا قرباني يترجم كلامي. أرجوكم اعتبروا اللقاء موضوعا خاصا، جدا، أنا لا أتحدث باسم حكومتي، "مير حسين موسوي رئيسا للوزراء، والحكومة لم تكن تعلم باللقاء وحسن روحاني كان مكلفا من رفسنجاني، هذا اللقاء خلاف للمنطق، لكن فقط لأني أثق بقرباني وافقت على المشاركة في اللقاء وأرجو أن يكون مثمرا". روحاني يضيف "لست راضيا إطلاقا عن ما قاله بالأمس الخميني في حديثه المتشدد، وأنا حزين من أجل ذلك. وأتصور خطابه في الأمس هذه المرة أقوى من جميع خطاباته منذ وصوله إلى سدة الحكم حتى اليوم، الخميني يريد تدمير كل الذين لا ينضوون تحت لواء تطرفه المعادي لأميركا. لكن التقصير منكم أنتم أيها الأميركان"، وكان حتى هذا الوقت لا يزال يعتقد أنه يتحدث لأميركا، "جلستم في زاوية وتشاهدون ما يجري بيننا وبين العراق، ولم ترفعوا حتى أصبعا واحدا لمساعدتنا. إذا لم تبادروا ولم تمدونا بما نحن بحاجة إليه من أسلحة وقطع غيار الطائرات الحربية، فلن تحصلوا على أي مساعدة منا". يقصد مجموعة المعتدلين بقيادة رفسنجاني. شخصية المرشد وفي التسجيل الصوتي استمر قرباني يترجم وروحاني يتحدث، لكنه يغير مسار كلامه حيث قال "اعلموا أن ما قلته حتى الآن هو ما أراد رفسنجاني قوله لكم، إذا لم أعمل بهذا سأتعرض للضغوط، لا أريد شيئا لنفسي، حتى لا أريد أموالا؛ لأن شخصا في مقامي لا يمكنه أن يصرف أي مال، وهذا يثير الشك والريبة، كل ما أريده هو مصلحة بلدي يجب أن تعرفوا أنتم تتعاملون مع من". وبدأ روحاني يحلل شخصية الخميني في حديثه بالقول "إذا حللنا شخصية الخميني، سنرى أنه إذا وقف أمامه شخص قوي فإنه يتراجع مئة خطوة إلى الوراء، وإذا كان هو القوي والشخص الذي يقف أمامه ضعيف يتقدم مئة خطوة للأمام". مردفا بالقول "لسوء الحظ خطواتكم كانت خاطئة، تعاملتم معه باللين، فلو كان تعاملكم أكثر حدة لكانت اليد الأعلى لكم اليوم. لم تظهروا منكم أي قوة. كل المعتدلين في بلدي يسيرون على حبل رفيع. لا يمكننا اللقاء بكم في كل أسبوع. ولا كل شهر. نحن مستعدون للتعاون الحقيقي معكم. لكن قبل أي شيء يجب أن تساعدونا على تنمية الإسلام الحقيقي في بلادنا، ومن أجل هذا نحتاج إلى المال ومساعدتكم حتى ننهي الحرب مع العراق". السمسار الإيراني يشارك في الحديث ويقول في جوابه "شكرا لصراحتك في الكلام. لا أحد سيعلم بهذا الحوار، اثنان فقط في بلدي يعلمان عن مقابلاتنا".