لعل أبرز ما يميز مؤتمر الرياض الذي يعقد تحت عنوان «من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية» عن غيره، أنه ليس مكانا لإلقاء الخطب الرنانة، ولكنه مؤتمر لإعلان قرارات ملزمة لمختلف الأطراف اليمنية ولإرساء الأمن والاستقرار وإنهاء الانقلاب ودعم الشرعية في اليمن. ولقد ظهر هذا جليا من خلال الكلمات الجادة لجميع المشاركين في افتتاح أعمال المؤتمر أمس في الرياض. وتستند القرارات المتوقعة على أسس ومبادئ ومرجعية ارتضاها المجتمع الدولي واليمنيون أيضا، وفي مقدمتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، مخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن، ولعل ما يمنح القرارات المنتظرة في ختام الأيام الثلاثة للمؤتمر قوة وفاعلية على الأرض، هو صدورها بمشاركة كافة الأطياف اليمنية من ممثلين عن المقاومة الشعبية والحراك الجنوبي وحزب المؤتمر الشعبي، وأن هدفها الأساس دعم شرعية مؤسسات الدولة اليمنية. وما نأمله من المشاركين في مؤتمر الرياض، الاستفادة من هذه الفرصة التي سنحت للتيارات اليمنية التحاور بشفافية وصراحة ووضع مصالح الشعب اليمني فوق أي اعتبار وإنهاء مرحلة الفوضى والبدء في مرحلة البناء ورفض مخططات الانقلابيين.