جولة سياحية في منطقة حظر تجول! بقلم أحمد سعيد مصلح (الصحفي المتجول)! تقول القصة ياسادة ياكرام أن السلطات في إحدى البلدان قررت فرض حظر التجول في مدينة رئيسية لدواع أمنية وحددت ساعات التجول لتبدأ من المغرب حتى الفجر – فقدم الأهالي من كل حدب وصوب ومن كافة المدن والمناطق الأخرى لمشاهدة حظر التجول هذا.. وتكحيل (عيونهم به )وكأن المقصود بحظر التجول هو دعوة للسياحة ومشاهدة أركانها ! أوردت هذه المقدمة الظريفة ونحن نشهد مثيلاتها تحدث في بلادنا ولكنها ليست على طريقة حظر التجول(كفانا الله شره وإياكم – قولوا آمين) بل أن القصة تختلف تماماً عن حظر التجول هذا- حيث تبادر الجهات المختصة ممثلة في الدفاع المدني والرئاسة العامة للأرصاد بتحذير الجميع من إقتراب ظاهرة جوية وتطالب الجميع بضرورة البقاء في منازلهم حتى يزول الخطر وأخذ الحيطة والحذر– ولا يقتصر الأمر عند التحذير والمناشدة وحسب بل تصل الأمور إلى حد تسول الجميع بالإنتباه وتجنب المخاطر وكل ذلك من أجل سلامتهم – وفي مقابل هذه المناشدات والتوسلات يخرج الكثيرون إلى البراري والقفار لمشاهدة جريان السيول وعبور الأدوية الخطرة والمجازفة بأرواحهم وأرواح من معهم من نساء وأطفال وتجاهل مناشدات وتحذيرات الجهات الرسمية تجاه هذه المخاطر – ثم تنهال الآف الإستغاثات فمن قائل أنه تسلق على غصن شجرة هرباً من السيل ومن يصرخ ويستغيث بأنه وأبنائه في خطر وان السيل قد جرف مركبتهم (ياتحلقوا يا ما تلحقوا) ومن يطلب النجدة ويصرخ عبر هاتفه الجوال ويقول أنه في طريقه إلى البحر غرقاً بعد أن جرفه السيل العرعرم هو وأسرته وسيارته وتفسير ذلك هو أن هؤلاء يضربون بتعليمات الجهات المسئولة طول وعرض الحائط ولا يبالون بحجم الخطر فتنهال الآف المكالمات الهاتفية في وقت واحد تطالب (بالفزعة) وإنقاذ أرواحهم وليت الأمر يقتصر عند هذا الحد بل يتم تحميل المسئولية للأجهزة الرسمية لأنها قصرت وتهاونت ولم تتجاوب مع صراخهم وعويلهم! ترى هل هو الإستهتار واللامبالاة أم الجهل أم أن الدفاع المدني (يرطن بلغة أجنبية) غير مفهومة!