شركات التأمين التكافلي في الإمارات ماذا تفعل؟ عددها كثير وفعلها قليل ونتائجها دون المستوى وخسائرها أكبر! لماذا لا يفتح ملفها امام الجميع لدراسة التجربة والنهوض بها. يوجد في الامارات 10 شركات تُمارس اعمال التأمين التكافلي، رأسمالها نحو 2.5 مليار درهم، وأرباحها السنوية لا تتجاوز ال 100 مليون درهم، هذا اذا كان العام جيداً في سوق الأسهم حيث جزء من استثماراتها هناك.. شركة واحدة من الشركات العشر رأسمالها نصف رساميل الشركات التسع مجتمعة 1,2 مليار درهم. ماذا بعد، نصف تلك الشركات أو أكثر تكبد في الربع الأول خسائر، فيما الباقي كانت أرباحه في خانة الألوف أو الملايين المتواضعة، أما العام الماضي فكانت الأرباح والخسائر أيضاً في المستوى المذكور وأيضاً في الاعوام التي سبقت ما اضطر بعض تلك الشركات إلى تخفيض رأس المال الذي تآكل على مدار الفترة الماضية حتى لا يلجأ إلى التصفية، حيث زيادة الرساميل عبر المستثمرين خيار مستحيل مع الخسائر المتواصلة. والسؤال الذي يطرح، لماذا تستمر هذه الشركات في العمل ما دامت تتكبد الخسائر تلو الخسائر؟ في البداية تحدث المستثمرون الذي طرحوا الشركات في اكتتاب عام انهم يحتاجون إلى وقت للتأسيس والانطلاق والانتشار، فدراسات الجدوى واعدة لكن الوعود لم تترجم على أرض الواقع فكل تلك الشركات يزيد عمرها على سبع سنوات. لم تذكر آنذاك أن الأمر يحتاج إلى 70 عاماً!! مع الإقرار بأن فكرة التأمين التكافلي كمنتج عظيمة لكن للأسف هي ليست كذلك عند التطبيق على الاقل في النماذج التي نراها أمامنا، وإن استطاع البعض احداث اختراقات ناجحة، فالأصل أن يكون النجاح هو القاعدة وليس الاستثناء ،كما حدث لدى شركاتنا الوطنية التي آمن مستثمروها بالفكرة. إذا كانت الفكرة عظيمة والنجاح في تطبيقها على أرض الواقع هو استثناء، فالمشكلة إذاً تكمن في إدارات تلك الشركات التي توافرت أمامها كل أسباب النجاحات ولم تفعل، فالمطلوب وقفة تقييم لواقع ومستقبل هذه الشركات سواء من قبل وزارة الاقتصاد أو هيئة التأمين. لماذا لا يصار مثلاً الى إقناع الشركات بالدخول في عمليات دمج أو حتى اندماج قصري؟، أو لماذا لا تقوم الشركات الناجحة بالاستحواذ على الشركات الخاسرة؟ أو لماذا لا تلجأ الشركات الفاشلة إلى تصفية أعمالها وإعادة ما تبقى من أموال للمساهمين فيها؟ حراك حكومي أو خاص في شأن شركات التأمين التكافلي يبقى ضرورياً لهذا القطاع في الإمارات الذي لم يستطع أن يلحق ولو من قريب بالنتائج المذهلة التي حققتها المصارف الإسلامية فالتجربة هناك كانت جيدة والرقابة عليها أيضاً. رائد برقاوي